يوسف بن محمد العتيق
تحدث أحد أبناء القرى بعفوية واصفاً أهل المدن بأنهم أقل حفاوة في استقبال الضيف من أهل القرى، والكلام عن الماضي بطبيعة الحال.
كذا قال ابن القرية عن جاره قريبه وجاره وصهره وصديقه ابن المدينة... فهل كان صادقاً في وصفه؟
ابن القرية نظر للقضية من زاوية، في حين ابن المدينة يتعامل مع الموضوع من زاوية أخرى تماماً.. فابن القرية يمر عليه القليل من الضيوف، ويعرفهم لأنهم غرباء، فلا بد من تقديم الدعوة لهم. وأما ابن المدينة فيرى عشرات الوجوه وكلهم غرباء، فيدعو من... ويترك دعوة من؟! هنا السبب أن ابن القرية يتحدث عن وجوب الدعوة لأن الغريب قلما يمر عليه ويكتشف فوراً وأما ابن المدينة فيصعب عليه أن يكتشف الغرباء لأنهم كُثر خاصة في السوق والمسجد.
لأجل هذا وذاك فوصف أهل المدن أنهم الأقل كرماً، يجب أن يؤخذ في سياقه، وأن له مسوغاته.