إن من أجل ما يسطّره القلم ويمليه الفكر الكتابة عن العلماء والفضلاء والدعاة الذين تركوا آثارهم الحميدة المباركة قبل أن يرحلوا ويخلدوا أعمالاً شاهدة لهم ومخلدة أسماؤهم فقد كدرني نبأ وفاة الصديق الصدوق والمربي الفاضل والداعية المحتسب الشيخ عبدالله بن محمد الخليفة
فالشيخ المبارك -رحمه الله- تقلّب وتقلّد مهام كثيرة وقام بأعمال جليلة في مدينة الخرج طوال 60 عاماً في المجال التربوي والدعوة والاحتساب وخدمة القرآن، فهو مدير أول ثانوية بالخرج عام 1382 هجري ومساعده الأستاذ الأمين النزيه إبراهيم القرعاوي وكان الشيخ مضرب المثل لحسن أدائه وعمله وروحه الطيبة مع الطلاب فضلاً عن مخرجات الثانوية من المتفوِّقين والمتميزين علمياً، كما تولى رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لفترة طويلة وبدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (عندما كان أميراً لمنطقة الرياض)، حيث سعى لتمديد فترة رئاسته للهيئة فتمكَّن من القضاء على أوكار تصنيع الخمور وترويج المخدرات واجتث كثيراً من قضايا الفساد بالخرج، وأيضاً ترأس دار تحفيظ القرآن الكريم والتي أقيم مبناها على أرض تبرعت بها بلدية الخرج أثناء ما كنت رئيساً لها وعمدت مدير الأراضي وقتها صالح حمود البطاح بتسليمها للشيخ وتكفَّل ببنائها أحد المحسنين، والشيخ الخليفة هو صاحب الفكرة الفريدة مشروع ترميم وتجديد المصاحف المهترئة والقديمة ومنها يرسل آلاف النسخ من القرآن الكريم إلى البلاد الإسلامية.. هذه خلاصة سريعة لأعماله الجليلة، ولو استرسلنا بالحديث وبالتفاصيل عنها لطال بنا المقام.
ومن باب اذكروا محاسن موتاكم، فالشيخ الخليفة الزاهد الناسك اعتاد صيام شهر رمضان في مكة بجوار الحرم وأداء فريضة الحج كل عام والإشراف على الرحلات الخيرية لأداء مناسك الحج وعرف أنه من قوّام الليل حتى في السفر.
والمغفور له -بإذن الله - ذو خاتمة طيّبة، حيث توفاه الله صائماً عصر يوم 17 من شهر رمضان المبارك، وقد حال وضعي الصحي عن المشاركة في الصلاة على الشيخ والمشاركة بدفنه.
نسأله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. ونتقدَّم بالعزاء لعائلته الكريمة وأبنائه وأحفاده، والحمد لله الذي له الأمر من قبل ومن بعد.
** **
- سليمان السالم الحناكي