فجعت الأسرة التعليمية في محافظة الرس خاصة ومنطقة القصيم عامة بوفاة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن محمد الرشيد مساعد مدير التعليم بمنطقة القصيم ومدير تعليم البنات بالرس سابقًا الذي تولى العديد من المناصب التعليمية منها مهمة التدريس. ولد الفقيد في مدينة الرس في عام 1353 للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ونشأ في بيت والده الشيخ محمد بن عبد العزيز الرشيد الذي تولى قضاء الرس عام 1348هـ بأمر من الملك الموحد عبد العزيز -طيب الله ثراه- وبذلك فهو قد نشأ في بيت علم وأدب، وعند بلوغه سن السادسة من عمره ألحقه والده للدراسة في نظام الكتاتيب، حيث التحق في مدرسة الشيخ محمد بن إبراهيم الضويان فقرأ عليه القرآن الكريم إلى سورة المجادلة، وقرأ كذلك على الشيخين محمد بن إبراهيم الخربوش ومحمد بن ناصر الرشيد -رحمهما الله جميعاً-. بعد ذلك جاء دور التعليم النظامي بالمدارس الحكومية في أواخر عام 1363هـ بالإعلان عن افتتاح المدرسة السعودية بالرس حيث التحق الفقيد بها في بداية عام 1364هـ، وأنهى المرحلة الابتدائية عام 1370هـ، ليدرس بعد ذلك في المعهد العلمي بالرياض حين افتتاحه في حي دخنة عام 1371هـ. أنهى الدراسة بالمعهد عام 1374هـ، ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض عام 1375 هـ، وتخرج فيها عام 1378هـ، وبعد تخرجه من الكلية وجه للعمل قاضياً في منطقة الأحساء فاعتذر ثم قاضياً في الدرعية فاعتذر أيضًا عن العمل في سلك القضاء تورعاً، ثم وجه بعد ذلك للتدريس في المعهد العلمي بشقراء ثم المجمعة فاعتذر كذلك لرغبته في التعيين بالقرب من والدته سلمى بنت منيع الخليفة وأخواته بالرس، حيث كان والده يعمل قاضياً في بلد رنية جنوب المملكة في ذلك الوقت، فانتقل للعمل مدرساً في وزارة المعارف عام 1379هـ، ووجه للعمل بمسقط رأسه مدينة الرس حيث وجه مديراً لمتوسطة الرس الأولى، وعند وصوله لمقر عمله وجد ابن عمه عبدالعزيز بن محمد بن خالد الرشيد -رحمه الله- قد عين مديراً للمدرسة، فعمل الفقيد معلماً لمواد التربية الإسلامية واللغة العربية حتى عام 1384هـ، حيث رشح من قبل مدير التعليم بالقصيم الشيخ سليمان بن عبدالله الشلاش -رحمه الله- مفتشاً إدارياً بمكتب التعليم بالرس بعد افتتاحه مع زميله عبدالعزيز الفواز الذي عين مفتشاً فنياً، وفي عام 1388هـ أوكل إليه إدارة مكتب التعليم بالإضافة إلى عمله بالتفتيش الإداري، وقد تولىإدارة المكتب قبله عدة أشخاص منهم محمد بن عبدالله المسيطير ثم عبدالرحمن الدايل من مدينة مرات ثم محمد بن عبدالسلام.
وفي عام 1393هـ صدر قرار وكيل وزارة المعارف بترقيته - رحمه الله - إلى المرتبة التاسعة مديراً للتعليم بمدينة القنفذة، وبعد عدة محاولات مع وكيل الوزارة عدل عن قراره، وتم توجيهه إلى إدارة التعليم بمنطقة القصيم في بريدة للعمل مساعداً لمدير التعليم بالقصيم للشؤون الفنية، فمكث في هذا العمل إلى عام 1405هـ، حيث تم افتتاح إدارة تعليم البنات بالرس فطلب الانتقال إليها، فانتقل للعمل بها، وتولى إدارتها حتى شهر صفر من عام 1419هـ، حيث أحيل إلى التقاعد لبلوغه السن النظامية.
والفقيد -رحمه الله- كان محبوباً من الجميع متواضعاً ولا تمل مجلسه يمتاز في حديثه بالطرافة والابتسامة التي لا تفارق محياه وقد سبق أن أجريت معه لقاءً في جريدة الجزيرة في مكتبته الخاصة تحدث فيها عن مسيرته التعليمية والتربوية وعن الكتب والمخطوطات موثقة بالصور والأرقام الإحصائية ورغم ظروف عمله إلا أنه كان له حب في القراءة والاطلاع والبحث عن السير والتاريخ وهو من أوائل الذين قاموا بتأليف كتب عن الرس فقد ألف ضمن السلسلة التي صدرت من رعاية الشباب تحدث فيه عن الرس وتاريخها وآثارها ومناطقها السياحية وتم طباعته بعدد من الطبعات وكان -رحمه الله- يحضر المجالس الدورية التي تقام من عائلته وجيرانه محباً لصلة القربى والتواصل حتى وهو يعاني في آخر عمره من الظروف الصحية نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل ما أصابه أجراً وتكفيراً.
توفي -رحمه الله- يوم الثلاثاء 6 شوال عام 1442 هـ الساعة الـ(10.15 م) في مستشفى حراء بمكة المكرمة، ودفن في مقبرة الشهداء بالشرائع بمكة بعد صلاة الظهر من يوم الأربعاء 7 شوال، رحمه الله رحمة واسعة.
** **
- منصور بن محمد الحمود