بينما كنت مع مجموعة من الأصدقاء في رحلة برية في إحدى مناطق المملكة العربية السعودية التي حباها الله بنعمة الطبيعة وطيبة أهلها وسكانها أصحاب الجود والكرم والطيبة وليس بغريب هذا عليهم أنها منطقة الصمان التي أصبحت قبلة أهل الحلال لتوفر أسباب الخير ومقومات السياحة البرية. حيث المناظر الطبيعة الجميلة التي هي البهجة ودواء كل نفس عليلة.
وخلال إقامتنا دعانا أحد الأصحاب لزيارة متحف السعيرة لقربة من مكان الإقامة، حيث يعد هذا المتحف من العلامات المضيئة في المنطقة وضمن المتاحف التي تشرف عليها وزارة الثقافة حيث نشأ وبدأ بجهود شخصية متواضعة بواسطة الأستاذ الفاضل هايف سعود الفغم. لقد استمر في جمع القطع والتطوير منذ ستين عامًا.
في البداية تصورت المتحف قبل الوصول إليه بأنه قد يكون من المتاحف الصغيرة نظرا للموقع والمركز الإداري الصغير. والكبير بشموخ أهله ولكن عند الوصول إلى المتحف بدأت ملامح الزهو للمبنى وأصالة الاستقبال الحميمة من قبل ابن المشرف العام.
وعند نهاية الجولة سررنا بما شهدنا من احترافية في التنظيم والترتيب والعرض. والربط الاجتماعي التاريخي والوصف الدقيق للقطع والتحف الأثرية وما شد انتباهنا الركن العسكري. والذي يحتوي على صور لبعض المعدات والآليات والقطع العسكرية التي تم استخدامها إبان حرب الخليج الثانية 1991 عاصفة الصحراء حرب تحرير الكويت.
عند مشاهدتي لهذا الركن رجعت بي الذاكرة عندما كنت طالبا بكلية القيادة والأركان عام 2007 وقتها كنت برتبة رائد بحري. حيث تم اختياري لإعداد رسالة بعنوان (التاريخ العسكري ودوره في إعداد القادة). وعند الانتهاء والمناقشة واعتمادها طرحت مجموعة من التوصيات كان أبرزها..
إنشاء المتاحف العسكرية حيث تعد من ضمن مصادر التاريخ وكذلك مصدراً للفخر والاعتزاز ورصد حروب قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمة الله عليه- لتوحيد أرض الوطن وكذلك التطور الذي مرت به قواتنا المسلحة، لتكون قبلة للسائح الأجنبي والعربي والمواطن وطالب العلم لمشاهدة ما يحتويه ويتضمنه المتحف من رسالة سريعة وموجزة عن الحقيقة وكنت أتمنى بأن نشاهد مثل هذه التوصيات على أرض الواقع. ولكن للأسف حتى تاريخه لم نجد أو نرى أي أثر لمثل هذه المبادرات الوطنية، متفائلين خيراً إن شاء الله في ظل الرؤية المباركة 2030 التي شملت مجموعة من الأهداف الرئيسة لتطوير المملكة العربية السعودية في جميع المجالات.
ووزارة الدفاع تأتي ضمن هذه الخطة الوطنية التي شملتها الرؤية المباركة. نأمل ونتطلع في الحفاظ على تاريخ القوات المسلحة ومن ضمن ذلك إنشاء المتاحف العسكرية الوطنية في المدن الرئيسة.
المنطقة الشرقية لم يحالفها الحظ بإنشاء متحف عسكري وطني حيث شهدت هذه المنطقة الكثير من العمليات العسكرية لتحرير الكويت (عاصفة الصحراء) حرب الخليج الثانية. وتحرير الخفجي ليعكس هذا المتحف الدور الإيجابي الذي لعبته المملكة وبالتعاون مع القوات المشتركة الدولية ليحتوي المتحف على أبرز أسماء القادة. وشرح للعمليات العسكرية المشتركة ووصف للمعدات والجهود العسكرية، التي بعد توفيق من الله عادت الكويت إلى الأمن والاستقرار.
سؤالي إلى وزارة الثقافة وبالتعاون مع الوزارات المعنية وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة الحرس الوطني. هل سوف نشاهد خلال السنوات القريبة مثل هذه المتاحف العسكرية الوطنية؟