ارتقت إمارة منطقة مكة المكرمة بالهوية والفكر والثقافة والإدارة إلى آفاق رحبة، بمبادرات مؤثرة تحوّلت اليوم إلى منارات عريقة لها أثرها البالغ في تشجيع العمل المميز والجهد البارز على المستوى المحلي، ونقل نتاجات إنسان وطننا المعرفية والثقافية والتقنية والإنسانية بقيمها المتفردة بتأصيل المبادئ الإسلامية في آداب المهن وإتقان العمل إلى شعوب العالم العربي والإسلامي والغربي، وما تقدمه «جائزة مكة للتميز»، التي تقف في أول هذه المبادرات، ظل يراكم ثروة ملهمة غنية بما أحدثته من حراك حضاري قوي، خلال أعوامها الاثني عشر، بين المنظمات الحكومية والأهلية والنخبة من الأفراد في مختلف مجالات الجائزة.
الجائزة التي حملت منذ انطلاقتها في 2008، اسم المنطقة المقدسة «مكة المكرمة» التي رسخت تميزها باختصاصها ببيت الله الحرام ونزول القرآن الكريم والوحي، تنهض حتى اليوم، بكل جد ومثابرة وتفان، بدور حيوي في تمكين الإبداع والإتقان والاحتفاء به وبإنجازاته وتعزيز التفاعل الإنساني محلياً، ونشر نتاج هذا الإبداع عربياً وإسلامياً وعالمياً، وخلق التنافس والحماس، لتصل في كل سنة بهذا الحراك إلى مستويات متقدمة في إثراء هويتنا الوطنية بمجالات أصيلة، ومع تكريم الجائزة للفائزين الأسبوع الماضي في دورتها الثانية عشرة من أعمال عام 1441هـ، تكون قد احتفت بأكثر من 100 منظمة حكومية وأهلية وأفراد من مكة ومن مناطق المملكة.
ولا وصف لمنزلة الجائزة وأثرها، أصدق من وصف الفائزين أنفسهم، الذين ينظرون إلى الانتصار بها كبطاقة انضمام إلى الصفوة، وهو تأثير تحقَّق بلا شك بما تملكه الجائزة من سمات الدقة والموضوعية، وما بُنيت عليه من فلسفة الإبداع والتميز، ومجاراة رؤية المنطقة التنموية المتوافقة مع رؤية المملكة 2030.
«جائزة مكة للتميز»، إضافة إلى مبادرات نوعية كثيرة ترعاها إمارة منطقة مكة المكرمة، تحدث اليوم تحولاً جذرياً في الارتقاء بمستوى الأداء والجودة، وتنمية وتطوير الموارد البشرية بالمنطقة، وتلعب دوراً حضارياً كبيراً في إظهار الإبداع الحضاري للإنسان، والاحتفاء بجوانب الإبداع لديه.
إنَّ سمو أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لم ينشئ هذه الجائزة من فراغ، إنه ناتج هذا الوطن، وأحد أبنائه المخلصين والأوفياء، متميز في شخصه، ووفي لمنطقته ووطنه، و»جائزة مكة للتميز» هي صوته الحقيقي وغير المزيف، يخرج من هذه المنطقة، أخلص للموهبة، فأخلصت له الموهبة، وأعطى للتحفيز فأعطاه هذا التحفيز.
أحيِّيه أميراً وإنساناً وموهوباً ومبدعاً، ويحيِّيه أبناء وطنه؛ حين قال: «نحن في عصر لا يقبل إلا التميز، وقائدنا هو الرائد، ومرحلة لا تقبل إلا الرقي، وشعبنا هو الصاعد، وعالم لا يقبل إلا التقدم، ووطننا هو الواعد، وهل هناك أجمل من هذه المواهب، وهي تزف إبداعها إلى مستقبلها؟!».