مها محمد الشريف
انطلاقاً من مرحلة التطوير والإطار المحدد للاختيارات والتوجيهات التي اعتبرت مكوناً رئيسياً في بناء المناهج التعليمية واكتساب القدرة على تنظيم العمل والتفكير واستخدام التقنيات المعلوماتية الحديثة، وعلاقة العلم بالتقنية تعتبر مساراً للتحول العملي للواقع الذي يولد الأفكار الجديدة مع أدوات العصر الحديث، فالإنسان هو الذي يكوّن العالم على حسب مطالبه ويسعى ليرى تأثير العالم فيه وفي مصيره.
فالعقول السابقة كانت مخترعة وتركت للعالم حقائق مقبولة عند عامة الناس وانحصرت قيمتها في النتائج التي تعلموها فكانت أوسع نطاقاً من الواقع لأنها حسمت جميع العلوم بمواد فكرية تثري المنهج العلمي أكملته الفلسفة فالاستنباط المنطقي هو عملية ذهنية يستخلص العقل بواسطتها قواعد منطقية، بوصفها بناءً لمفاهيم التحولات والرهانات التي تواجه المجتمعات في بعدها المحلي والكوني وبوصفها أيضاً تأملاً نقدياً في العلم ونتائجه، حتى أصبح المنهج العملي لتلك العلوم اتجاهاً وموقفاً وأوليات ومبادئ وغايات.
وهذا ما وصلت إليه الجهود من أجل مستقبل زاخر بدراسات متأنية عميقة لرفع كفاءة التعليم في المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 وتطوير المناهج والخطط الدراسية وتطويرها. فالبناء الرياضي الخالص يكشف المفاهيم والقوانين التي تسمح بفهم ظواهر الطبيعة وتوجه إلى اختيار المفاهيم الرياضية، فالمبدأ الخلاق في العلم لا يوجد بالتجربة بل بالعقل الرياضي ورفع مستوى المنفعة لإكساب الفرد عادات ومهارات واتجاهات تناسب المجتمع الذي يعيش فيه، والعمل على رفاهيته، ومساعدته على الاستمرار في التعلم والنمو، وتربية ذاته، وتكيفه مع بيئته، ومواءمة المخرجات مع متطلبات سوق العمل.
نأتي الآن إلى مرحلة جديدة من مراحل التطور الذي يتناسب مع رؤية 2030 وكيفية تنظيم العلم والعمل، وإيثار لذات الحياة وتثقيف النفس وتنمية الشخصية، لأن الإنسان بصفته موجوداً عاقلاً يريد بالضرورة أن تبلغ قواه تمام النماء، حيث تسعفه في تحقيق غايات مختلفة، والتأكيد على أهمية الذات باعتبارها وعياً وقدرات في المعرفة وبناء النظريات الملائمة للحرية الإنسانية مع الآلية العلمية، حينها تنشأ واجبات الإنسان نحو نفسه ومجتمعه يبحث دائماً عن استقلال الإرادة لأنها مبدأ كرامة الطبيعة الإنسانية وكل طبيعة عاقلة، وذلك يمنح قوة الانتماء والولاء، وبالانتقال إلى ما هو أبعد من مواضيع مدرسية عادية.
في فترة التطور تبدأ الشخصية القوية بالنمو في وقت مبكر تبحث عن ابتكارات واضحة، وتعمل بصورة فعالة بداية من العمل الصالح والمواطنة الصالحة، وتمتد إلى الأمة والمجتمع العالمي، لذلك كان أول واجب علينا هو أن نحدد في أذهاننا تحديداً جلياً نوع الحياة التي رسمتها العقول الفذة لمسيرة تعليمية مكللة بالنجاح تتوافق مع رؤية طموحة شهد لها العالم بالنجاح رسمت خطوطها وأهدافها فالكل مشارك في التطور والمواكبة داخل المدرسة وخارجها متوخين المكتسبات وتطوير الكفايات والقدرات المنهجية والمعرفية التواصلية والارتقاء بالتعليم ليشد الانتباه ويتيح لمن حوله آفاقاً جديدة.
فمن المؤكد أن تكون هذه العقول بالغة الأهمية في عالم ثري بالعلوم والتقنيات المتطورة وإتاحة الفرص توفرت لدينا، وهذه التغيرات تستدعي طرقاً جديدة للتعليم والتفكير في المدرسة وفي مجال الأعمال وفي المهن بوفرة الخيارات وتعدد المهارات والمواد التي يجدها الطالب في الخطط التعليمية الحديثة.