أوصاف الفارس
انتشرت في الآونة الأخيرة روابط وتطبيقات مثل صراحة ويولو وغيرها، تتيح لصاحبها تلقي رسائل مجهولة الهوية من أصدقائه على وسائل التواصل الاجتماعي دون معرفة هوية مرسلها, هل أصبح الناس يختبئون خلف هذه الطرق لقول الصراحة وإخراج ما في داخلهم بكل صدق وشفافية ووقاحة في بعض الأحيان.
أنا شخصياً قمت في أحد الأيام بتجربة أحد هذه البرامج من باب الفضول، وصدمت بكمية الرسائل التي تلقيتها سواء إيجابية أم سلبية.
لماذا نختبئ خلف هذه الطرق لقول الصراحة؟، ولماذا نخاف من البوح بمكنونات قلوبنا في وجه من نريد مصارحته؟لابد أن نكون حذرين جداً في قول الصراحة للآخرين، وأن يكون ذلك باعتدال سواء قاموا بطلبها منا أو كُنا المبادرين فيها، كما يجب علينا أن نضع نصب أعيننا حال الشخص الذي نصارحه، فالشخص المقرب وعلاقتنا به وطيدة ليس أبداً مثل من معرفتنا به معرفة سطحية.
«لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق، ولا تبالغ في الصراحة حتى لا تسقط في وحل الوقاحة». شارلي شابلن.
بعض الناس يرون أن الصراحة لا تخلو من الوقاحة، ولا يجدون حرجاً أو صعوبة في أن يجاملوا وينافقوا في سائر الأحوال، بل يعتبرون ذلك هو الأصح والبعض الاخر من الناس يفضلون أن يكونوا دائماً صريحين، لأنهم يعتبرون المجاملة نوعاً من أنواع النفاق.هناك ضريبة دائماً للصراحة ولكونك انساناً صريحاً، والكذب ليس من ضمن هذه الضريبة، الضريبة ستكون خسارة المجاملين والمنافقين في محيطك، وهم كثر في المجتمع. ولكنك ان كنت صريحاً ستكون راضياً عن نفسك تمام الرضى وستزداد ثقة الناس فيك حتى وان كانوا قلة.
هناك الكثير من الحلول تجعلك لا تكذب ولكن أيضاً لا تكن وقحاً في الوقت نفسه. هذا كله يعتمد على شخصيتك أنت وأسلوبك ووضوحك وشفافيتك مع نفسك قبل الآخرين.