د.عبدالعزيز العمر
هذه الزاوية بطبيعتها تهتم بالشأن التربوي، لكن لماذا عنوانها اليوم يتعلق بالصحة؟ لا جدال أن الصحة تشكل عصبًا رئيسًا في أي منهج تعليمي، وخصوصًا منهج المراحل المبكرة من التعليم. معلوم أن التعليم (التعليم الحقيقي وليس التعليم المزيف) يلتصق بحياة الطلاب وهمومهم ومشكلاتهم، وعلى رأس تلك المشكلات تأتي صحة الطلاب، وهنا يجب أن يعرّف المنهج المدرسي الطلاب ببعض أساسيات ومسلّمات الصحة العامة وطرق الحفاظ عليها. ولكن هناك من المؤشرات - ولا أقول البحوث - ما يشير إلى أن تعليمنا مقصّر في هذا الجانب؛ يؤكد ذلك ما يلاحظ من إفراط الشباب في تناول الوجبات السريعة الخاوية، ويدل على ذلك طابور الانتظار الطويل أمام شباك المطاعم السريعة. وهذا يجب أن يكون جرس إنذار يوقظ بعض الآباء والتربويين الغافلين، وعلى رأس المشكلات الصحية التي تسببها الوجبات السريعة تأتي أمراض السمنة ومرض والسكر. وإذا كانت السمنة ممكنة العلاج فإن السكر غير قابل للشفاء.. الوجبات السريعة ممثلة في الكولا والبطاطس والخبز ليست سوى متفجرات سكرية (سكر خفي) كافية لتدمير صحة الجسم. في اليابان تتبع الباحثون ظهور السمنة في بلادهم، وتبين لهم أن السمنة بين الشباب بدأت في الظهور عام 1981، وهو العام الذي تم فيه السماح لشركة ماك برجر بفتح أول فرع لها في اليابان. وفي الولايات المتحدة استصدرت مديرة مدرسة متوسطة قرارًا يمنع بيع الوجبات السريعة في محيط مدرستها. وأخيرًا يبقى سؤال المليون دولار هو: لماذا يقف التعليم ومناهجه وبرامجه متفرجًا على طلابنا وهم يفرطون في تناول هذا الطعام الخاوي؟.