فوزية الشهري
1
الأحداث الأخيرة سواء ما حدث في الساحة العربية والفلسطينية خاصة أو القرارات التنظيمية الداخلية رافقها هجمات شرسة في مواقع التواصل المختلفة على السعودية، واستهدفت هذه الحملات التأثير على المواطن السعودي مركزة على أمنه النفسي وانتمائه الوطني.
2
وقد اتسمت ردود أفعال السعوديين على تلك الهجمات -بوجهة نظري- بالمستوى العالي من الوعي من أغلب شرائح المجتمع، من مثقفين وكتاب ومؤثرين وعامة، وظهر -بفضل الله- أثرها المباشر والفاعل، وكانت تختلف عن ما سبقها من حملات مغرضة بارتفاع درجة الوعي عند المواطن بالأحداث والقضايا على كل الأصعدة، بل تجاوز ذلك لإدارة الأزمة باحتراف وسبر الأهداف المبطنة لتلك الحملات وتعريتها والرد بالحقائق الدامغة. وما حدث كله إنما هو مؤشر للوعي الذي وصل له مجتمعنا واليقظة الفكرية لدى أفراده.
3
وهنا لابد من ذكر أن وعي المواطن هو أساس القوة للجبهة الداخلية، وهو ضرورة في الوقت الراهن بسبب الصعوبات والتحديات والتهديدات الكبيرة التي يواجهها الوطن سواء كانت داخلية أو خارجية، والتعامل معها وفق رؤية عقلية منطقية مرنة تضمن الوصول للأهداف، فالمجتمعات الساعية للتطور والنمو لابد أن تسلح شعبها بسلاح الوعي الذي سيكون الدرع لها وقت الأزمات.
4
ومما سبق يتجلى ويتضح لنا أن النكبات التي حصلت في العالم العربي نتيجة ما يسمى بـ(الربيع العربي) والذي خلَّف الدمار في كل الدول التي زارها، وكان من أبرز نتائجه تمزيق تلك الدول وإشاعة الفوضى بها وتفكيك مجتمعاتها وضرب وحدتها بمليشيات ومنظمات إرهابية، أعتقد أنه نتاج غياب الوعي المجتمعي والتلاحم الداخلي والمواطنة المسؤولة.
5
أسلوب ترهيب الواعي كان بمنزلة خطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد فشلهم الذريع في تمرير مخططهم واستغلال العواطف الدينية لتحقيق أهدافهم، فكان البديل هو ترهيب وتخوين الواعي بواسطة الخلايا الإلكترونية الخارجية في الأحداث الأخيرة، ضد كل من وضع على عاتقه كشف خبثهم وخداعهم وإظهار الحقيقة، وعندما احترقت أوراقهم أصبح كيل الاتهام للواعي الذي أفشل خططهم لتحييده أو التشكيك بطرحه هو طوق النجاة لهم. مثالاً على ذلك كل من كشف للعامة منظمة حماس وخيانتها للقضية وتحالفها مع إيران وأجنداتها الخفية أصبح صهيونياً! هذا مثال واحد من أمثلة عدة وتهمة من تهم عدة استخدمت لترهيب الواعي، ومع ذلك لم يستطيعوا تحقيق النجاح، فوعي المواطن قد سبقهم بكثير وشعوره بالانتماء الوطني فاق توقعهم.