حاوره - أحمد العجلان:
يحظى النجم البيروفي أندريه كاريو بعلاقة خاصة مع جمهور الهلال نظير مستوياته الكبيرة ومهاراته العالية، خلال ثلاثة أعوام مثل فيها النجم البيروفي الهلال وحقق بطولتي دوري وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وبطولة دوري أبطال آسيا.. حاورته فوجدته كما هو نجم في الملعب، فهو كذلك خارجه، فأستطاع أن يسدد العبارات الراقية والمهذبة في حديثه عن ناديه ونفسه وزملائه.. إليكم تفاصيل الحوار:
** في البداية حدثنا عن بطولة الدوري التي حققتموها أخيراً؟
- هذه السنة كانت معقدة إلى حد ما على أندية الدوري جميعها وكنا نعلم كلاعبين في النادي أنه كان بالإمكان أن نعمل أشياء أفضل وكان بالإمكان أيضاً حسم الأمور بطريقة أسرع مما حصل، وكلنا نعلم بأنه مرت أوقات لم نكن في أحسن حالاتنا لكن الآن بما أننا أصبحنا الأبطال علينا الفرح والاستمتاع، وفي الأخير نحن نعرف حجم ومسؤولية تمثيل ناد كبير مثل نادي الهلال ونعرف دائما أننا مطالبون بالأفضل.
** هل شعرتم كلاعبين أنكم أحرجتم الرئيس في وقت من الأوقات لأن الجمهور ضغط على الرئيس عندما تراجعت مستوياتكم ونتائجكم؟
- نعم، كنا على وعي تام بالأوقات الصعبة التي يمر فيها الفريق، بأنه يتم خلالها الهجوم على الإدارة بشكل عام، لكن بصفة أكثر اتجاه رئيس النادي، كرة القدم أحياناً غير عادلة في مثل هذه الأوقات، فنحن كلاعبين الذين كنا نخطئ في التمريرات وعدم استغلال الفرص، وإذا تحدثنا عن الأيام غير الجيدة للهلال فكانت أصابع الاتهام تتجه للرئيس لكن نحن كلاعبين نعرف جيداً ماذا يقوم به الرئيس، لقد كان يدعمنا بشكل غير عادي، يريدنا دائماً أن نكون في قمة مستوياتنا والأمر لم يكن مادياً، فالرجل يدعمنا معنوياً ويوجد في التدريبات بشكل يومي ويستمع لنا وهو قريب جداً منا، وأنا هنا أشكر الرئيس فهد بن نافل، فقد عشنا معه أياماً رائعة بتحقيق عدد من البطولات، منها بطولتا الدوري وكأس الملك وكأس آسيا، ولا أخفي سعادتي عندما شاهدت فرحته بعد مباراة التعاون، لقد شعرت بفرحه مضاعفة آنذاك.
** على المستوى الشخصي، كيف تقيم مستواك هذا العام؟
- بصفة شخصية أعتقد أن موسمي قضيته بشكل جيد من ضمن باقي مواسمي مع الفريق ولكن دائماً أقول لنفسي بأنه بإمكاني أن أقدم الأفضل، فأنا أحفز نفسي بشكل مستمر من أجل نتائج ومستويات أفضل وأعمل من أجل إسعاد الجماهير وأن أكون عاملاً مساعداً مع زملائي، ولكن إذا تسمح لي أن أتحدث عن الأداء الجماعي للفريق فتحقيقنا للدوري وتأهلنا من دوري المجموعات في آسيا يجعلني أقول بأنه موسم جيد بشكل عام وما علينا هو الاستمرار في العمل.
** أيام جميلة حظيتم بها مع المدرب رازفان وحققتم خلالها ثلاث بطولات كبيرة، ولكن نفس المدرب واللاعبين لم يستمروا في الأداء الكبير، هل تعتقد أن تغيير المدرب لمساعده قبل إنهاء عقده بنحو أربعة أشهر أثر عليكم، أو ما هو السبب؟
- في كرة القدم هناك لحظات جميلة وأخرى صعبة وسيئة وفي الأوقات السيئة التي حصلت هذا العام البعض صور الموقف وكأننا في جائحة مع أننا كنا في المركز الثاني ووضعنا جيد في الدوري ونستطيع الفوز بالبطولة ولكن الجمهور اعتاد بأن الهلال دائماً في المقدمة، لذلك أصبح هناك أشبه ما يكون بالطوفان، لا أستطيع أن أقول إن هذا جيد أو سيء ربما هو سر للهلال، لكنني شاهدت غضباً كبيراً عند التعادل أو الخسارة لم أكن أتمنى ذلك ليكون هناك تركيز أكبر ولكن هذه طبيعة كرة القدم، نحن بذلنا جهداً وحاولنا التغلب على أنفسنا بالهدوء في العمل، وبالفعل كان هناك تغيير في أحد أفراد الكادر التدريبي، لكن الذي دخل كان بكفاءة عالية إذا لم يكن مثل الذي رحل فربما هو أفضل، ومن السهل إلقاء اللوم على عضو واحد ومن نزل بالأداء نحن كلاعبين.
** كيف عشتم لحظات وداع رازفان وما سر العاطفة الكبيرة بينكم كلاعبين والمدرب؟
- عندما تدور عجلة الوقت بتنظيم واحترام ويتحقق النجاح، فهذا أحد الأسرار لقد كنا أسرة واحدة، بيننا حب واحترام، فأوقات العمل لها احترام وخارجها نعيش بصداقة كبيرة، لقد كان رازفان شخصاً طيباً وخلوقاً وعملياً جداً ولقد استطاع رازفان بناء مجموعة متماسكة بروح كبيرة وهذه من الصعوبة أن يقوم بها أي مدرب، وكان موقفاً صعباً جداً لحظات الوداع، خصوصاً عندما لم يتمالك نفسه زميلنا علي البليهي الذي بكى ونحن كلاعبين جميعنا بكينا، لأن الموضوع كان أشبه بأسرة ستفترق ليس فقط رازفان حتى مدرب اللياقة والحراس وجميع الطاقم، لم نكن فقط عائلة كروية، كان هناك مواقف في الحياة الخاصة خارج النادي، أسمح لي أقول لك عن رازفان بأنه لم يكن كذلك فقط مع اللاعبين، هو إنسان راق ومهذب ويتعامل بروعة مع عمال النظافة وعمال الملابس وأيضاً المزارع الخاص للحديقة.. لا أستطيع إلا أن أقول سوى تحية كبيرة لرازفان.
** في دوري أبطال آسيا نتائجكم كانت سيئة ولكنكم تأهلتم بطريقة غريبة كيف عشتم تلك اللحظات؟
- لم نكن كلاعبين نتوقع أو نتمنى أن نتأهل بتلك الطريقة ولم يكن هدفنا أن نتأهل هكذا ولكن أحياناً يكون هناك عامل التوفيق وأن ربنا يكافئ من يستحق واليوم نحن متأهلون، وطبيعي بعد المباراة كنا حزينين بأننا لم نحصل على ما نريد في المباراة الأخيرة ولم نكن نتوقع هذا الشيء وكنا نشاهد المباراة الأخرى ونعرف بأنه في حال تعادل الفريقين فسنتأهل، ونحن حالياً متأهلون للدور ثمن النهائي وعلينا العمل للأدوار المتقدمة.
** متى سيكون لدينا لاعبون سعوديون بمستوى كاريو وقوميز؟
- حالياً لدينا لاعبون سعوديون بمستوى عال جدا، لدينا في الأطراف لاعبون مميزون ومذهلون بالنسبة لي وكانوا بالنسبة لي مفاجأة إيجابية جداً مثل سالم الدوسري الذي يعد لاعباً ممتازاً ومميزاً جداً وكذلك هناك لاعب آخر لم يحظ هذا العام بمشاركة كثيرة لكنني أعرفه جيداً من التدريبات وهو هتان باهبري وكذلك هناك مفاجأة رائعة بالنسبة لي وهو فواز الطريس، وفيما يخص الهجوم هناك صالح الشهري وعبدالله الحمدان الذي له مستقبل كبير وصالح أرقامه رائعة، فعندما يشارك يعمل الفرق والحمدان جديد وهو في طور التأقلم وكل هؤلاء اللاعبين رائعون.
** زميلك قوميز هو الهداف التاريخي لأجانب الهلال وهداف الدوري هذا العام، حدثنا عن هذا النجم؟
- من يشاهدني مع قوميز وقت المباريات ربما يلحظ توجيهات متبادلة بيننا وأنا أرى قوميز مثل الأخ الأكبر لي وربما سبق وقلتها في وقت سابق قد لا يكون قوميز المهاجم الأسرع الذي لعبت معه وليس الأكثر شراسة وقد يمر بعض المباريات التي لا يكون فيها بأفضل حالاته ولكن في الأوقات الصعبة وعندما نكون في حاجته دائماً يكون حاضراً فيها وبكل قوة، وبالنسبة لي أقول بأنه أفضل مهاجم لعبت معه في حياتي، وقوميز شخص رائع ومتواضع ومحبوب من الجميع وهو رجل محترف بمعنى الكلمة ويريد دائماً أن يكون في قمة عطائه، أتذكر بعد إحدى المباريات التي لم يؤدي فيها بشكل جيد في اليوم التالي في صالة الحديد عند الصباح كان يتحدث لي ويقول لا بد أن أعمل بشكل أفضل كان يشحن نفسه بالطاقة من أجل العودة بشكل أفضل، قوميز مختلف تماماً ولا يمل من العمل، السنوات الثلاث التي قضيتها معه كانت رائعة وتفاجأت بنجاح الأمور ولن أبالغ إن قلت بأننا كمنظومة لو لم يكن معنا قوميز لما كنا قادرين على تحقيق نفس النجاحات التي حققناها مع بعض.. أخيراً أقول بأن قوميز شخصية جميلة واستثنائية.
** ما قصتك مع الصحافة البيروفية.. هناك هجمات متبادلة بينكم؟
- علاقتي معهم محايدة لا تحمل الحب ولا الكره، هي اختلاف آرائهم يرون بأن ذهابي للسعودية ليس جيداً وهناك الكثير من الإعلاميين تحدثوا عن ذلك ولكن القرار كان قراري، لقد قرأت كثيراً عن الهلال واطلعت على تاريخه العظيم، فاتخذت القرار وأثبتت الأيام صحة هذا القرار فأنا اليوم أحقق البطولات وأعيش أياماً رائعة مع ناد كبير له جمهور في كل المناطق العربية، في الهلال أسهمت في كتابة جزء من تاريخ النادي الأول في آسيا.
** هناك أنباء أن لدى الهلال عرضاً لك من إسبانيا وربما من تركيا، هل سترحل؟
- لم أسمع بشيء من ذلك أبداً وهذا ليس من خططي إطلاقاً ولم اعط انتباها أو لم أفتح باباً للعروض أنا مستقر في الهلال وأخطط للموسم المقبل فلدينا دوري أبطال آسيا واستحقاقات مهمة، كل تركيزي مع الهلال.
** عندما تعود للبيرو ماذا ستقول عن السعودية؟
- أجمل سنوات عمري الرياضية قضيتها في المملكة ونقلت صورة جميلة عن اللاعب البيروفي في السعودية ويسعدني وجود زميلي في المنتخب كريستيان كويفا مع نادي الفتح ويحقق النجاح ونحن حببنا الجمهور البيروفي بالدوري السعودي وسأحمل الكثير معي من هنا إلى هناك، منها حب الجمهور لي واحترامهم لي ولعائلتي.