عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) مع نهاية كل موسم تستجيب بعض إدارات الأندية لمطالب جماهيرها غير الواقعية بتغيير المحترفين الأجانب أو حتى الأجهزة الفنية دون أن تخضع هذه التغييرات لتقييم من أصحاب الاختصاص في تلك الأندية، فجميل أن يكون طموح الأندية بعد نهاية الموسم للأفضل من الموسم الذي سبقه ولكن ليس بالضرورة أن يكون تغيير الأجانب هو العامل الأوحد الذي سيحقق هذا الطموح ولاسيما عندما يُظلم محترفو الفرق بعدم تقييمهم بطريقة صائبة، ولكن التغيير في نهاية المطاف ليس بالضرورة أن يكون للأفضل فلو نعود جميعًا بالذاكرة للمواسم الماضية وتحديدًا على سبيل المثال في الموسم الماضي وما قبله واستعرضنا أسماء استغنت عنهم الأندية وندمت عليهم عندما أحضروا محترفين أجانب جددًا ليسوا بمستوى من رحلوا والحق يقال أنا هنا أتذكر محترف النصر البرازيلي جوليانو الذي افتقد فريقه لخدماته ولم يستطع المحترف الجديد أن يقدم ما قدمه البرازيلي جوليانو ولن ينسى الهلاليون اللاعب إدواردو وكيف كان البديل الذي فشل في تعويضه.
التغيير من أجل التغيير تحت الضغوط الجماهيرية له عواقب وخيمة جدًا ليس فقط في الهدر المالي بل حتى على المستوى الفني والتذبذب ولكم في فريق الوحدة مثال حي فبعد أن حقق المركز الرابع العام الماضي وشارك آسيويًا ها هو يهبط إلى دوري الدرجة الأولى نظير الفلسفة في عملية التغييرات سواء للاعبين الأجانب أو تعاقب المدربين، فقد أثبتت الأيام والتجارب والأحداث أن موضة تغيير الأجانب لمجرد التغيير يجب أن تنتهي ويوضع لها حد وأرى أن الإجراءات الأخيرة لوزارة الرياضة تصب في هذا الاتجاه ولكن على إدارات الأندية أيضًا القفز بقراراتها لمستوى الاحترافية الإدارية، فكم من الأموال تهدر لعملية التغيير دون مردود فني موازٍ لتلك الأموال المهدرة والمصيبة عندما يكون التغيير للأسوأ.
الاستجابة للضغوط الجماهيرية أثبتت فشلها والمطلوب أن التقييم يكون من أهل الاختصاص حتى لا ينتعش سوق السماسرة على حساب الأندية في الوطن الغالي السعودية.
نقاط للتأمل
-استبشرت الجماهير النصراوية بخطوات إدارة ناديها المثالية بالاستغناء عن بعض الأسماء التي لا تستطيع مواكبة كوكبة النجوم داخل الفريق وخاصة الحارس والمدافع النكبة ولكن اختلفت على الاسم الأبرز المغربي نور الدين مرابط الذي سيكون رحيله صعبًا ولن يكون البديل في المستوى المطلوب.
-أغرب ما في عمليه التقييم للاعبي النصر عدم الاستغناء عن اللاعب عبدالله مادو الذي كان أحد العناصر التي تتحمل خسائر بعض اللقاءات فتقديراته خاطئة وتمريراته مزعجة وتمركزه سيئ خاصة أنه يعتبر آخر لاعب مدافع للفريق وليس اختياره مع المنتخب دليلاً على تميزه فكان من الأولى منحه الفرصة للانتقال وإحضار الأفضل محليًا أو أجنبيًا حسب ما يراه مدرب الفريق.
- مهما اجتهدت وعملت إدارات الأندية ومنسوبوها على الرقي بمستواها وتميزها الفني فلا يمكن أن يحدث إذا لم يوازِه أداء تحكيمي ممتاز وتواجد حكام بمستوى عال واختيار موفق من اللجنة المعنية بذلك لنصل للمستوى المأمول عالميًا وكما يتطلع إليه قيادتنا الرشيدة حفظها الله.
خاتمة: اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وأدم علينا نعمه الخير والاستقرار واحفظ اللهم قادتنا وعلماءنا وأبناءنا ولا تفرق لحمتنا وتكاتفنا واجمعنا على كلمه الحق يا رب العالمين.
(وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي جميعًا عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائمًا نلتقي).