ابراهيم سليمان الوشمي
كان في بريدة سوقٌ تراثيٌ قديمٌ يطلق عليه الأهالي اسم (الوسعة)، وهي تعني (السوق الواسعة)، والوسعة أرض مستطيلة الشكل طولها أكثر من تسعين متراً وعرضها يزيد عن الثلاثين متراً، كانت متاخمة للجامع الكبير في بريدة من الناحية الشمالية.
تحيط بالوسعة الدكاكين من ثلاث جهات هي: الجهة الغربية، والجهة الشمالية، والجهة الشرقية، ومن الناحية الجنوبية يحدها الجامع الكبير، ولها مداخل صغيرة من جهاتها الثلاث لكن لا تدخلها السيارات، وتتنوع بضاعة الدكاكين فيها، فمن الأواني المنزلية إلى الأقمشة النسائية وانتهاءً بالعطارة العربية والعطور، وأكثر رواد ذلك السوق هنّ النساء، ولا يستغرب تواجد الرجال فيها يبيعون ويشترون لأنها سوق تراثي شعبي، وفي ساحة الوسعة يقام حراج أسبوعي تباع فيه التراثيات والنحاسيات والسجاد.
ومن الوسعة يتفرع سوق صغير يتجه شمالاً تقع على جانبيه دكاكين المهنيين المحليين من النجارين، والخرازين (الإسكافيين) والحدادين، ويطلق العامة على ذلك السوق (سوق الصنانيع) وهو سوق ضيق لا تدخله السيارات أيضًا.
واليوم لا أثر لسوق الوسعة، ولا لسوق الصنانيع!
أما سوق الوسعة فقد دخل ضمن توسعة الجامع الكبير بعد أن تم هدمه وتوسعته ومن ثم بناؤه بطراز حديث على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله، وكان ذلك قبل أكثر م عشرين عامًا، ً وسمي الجامع (جامع خادم الحرمين الشريفين).
وأما (سوق الصنانيع) فقد طالته يد الإصلاح والتطوير وتمت إضافة مساحته إلى شارع الصناعة المجاور له، ليصبح شارع الصناعة من شوارع بريدة الجميلة، بطول يمتد إلى ثمانية كيلو مترات تقريبًا وبعرض يصل إلى ثلاثين متراً، فهو يمتد شمالاً من جامع خادم الحرمين الشريفين إلى مبنى البلدية، وقامت على جانبيه العمارات السكنية والتجارية والدكاكين.
وما زال بعض المهنيين المحليين يشغلون بعض دكاكينه.
** **
- بريدة