محمد عبد الرزاق القشعمي
سمعت بالأستاذ عبدالله بن علي الماجد، وقابلته في وقت مبكر مع مجموعة من الصحفيين بجريدة الرياض عندما أزور زميلي الراحل / الاستاذ محمد العجيان عندما كان يقوم بعمل رئيس التحرير.
ورأيته مع الاستاذ محمد حسين زيدان عند زيارته للرياض إذ كان رئيساً لتحرير مجلة الدارة عند صدورها وكان الماجد مديراً لتحريرها، إضافة لعمله بجريدة الرياض.
وفيما بعد عرفت أنه قد أسس دار المريخ للنشـر والتوزيع وافتتح لها فرعاً بالقاهرة واستقر هناك، فأصبح مجيئه للرياض للزيارة وتفقد أولاده والمقر الرئيس للدار.
عملت بمكتبة الملك فهد الوطنية بعد تقاعدي من العمل في رعاية الشباب، قابلته عام 1420هـ، 1999م بالمكتبة يبحث عن بعض المراجع لتوثيق رحلة عبدالله فلبي لجنوب المملكة وبالذات بلدته الأفلاج طلبت منه المشاركة في برنامج المكتبة (تسجيل التاريخ الشفهي للمملكة) فوعدني أن يحقق رغبتي في الزيارة المقبلة.
وهكذا جاء بعد عامين، وجددت دعوته فلباها مشكوراً في 28 / 12 / 1422هـ ولمدة ثلاث ساعات استعرض أهم محطات حياته قال إنه ولد بمدينة ليلى بالأفلاج، وعند نهاية مرحلة الدراسة الابتدائية عام 1379هـ 1959م، طلب منه المشـرف على النشاط الطلابي إعداد خطبة لتلقى في حفل انتهاء العام الدراسي، وأعد موضوعاً بعنوان (السعادة) إذ سبق له أن قرأ كتاب (الفضيلة) للمنفلوطي، وكان لتشجيع المدرس والحضور دافع للكتابة في الصحف، بدءاً من الجزيرة بصفحة القراء، ثم بدأ يحرر بعض التحقيقات بمجلة اليمامة، بعد تخرجه من المرحلة المتوسطة واستقراره في الرياض، وعمله بدار الكتب الوطنية بوزارة المعارف نهاراً ومواصلة الدراسة ليلاً.. استفاد من أمهات كتب التراث والمجلات الأدبية بدار الكتب وذكر من أهم الدوريات مجلة (الآداب) البيروتية.
وقال إن أهم موقف في حياته اطلاعه على الأعداد الأولى من مجلة (العرب) عند صدورها.
وقد تأثر بأسلوب الشيخ حمد الجاسر فقرر أن يغامر في الكتابة بها وبموضوع يتناسب وسياستها. فكتب بحثاً عن مدينة قديمة مندثرة بالأفلاج هي (الهيصمية)، كتبه بأسلوب الجاسر واعتمد فيه على المصادر الجغرافية القديمة والمعاينة الميدانية للموقع. ذهب بالمقال إلى مدير مكتب المجلة عبدالعزيز التويجري – إذ إن الجاسر يقيم وقتها في بيروت – وقال إن هذا المقال من عمه عبدالله الماجد، وبعد شهرين فوجىء بالموضوع منشوراً في مكان الافتتاحية كأول موضوع بالمجلة، وقد نشـر في الجزء الثامن من السنة الثانية الصادر في شهر صفر 1388هـ، وكان نشره بمثابة الاعتراف الحقيقي به كاتباً كبيراً.
التحق بجريدة الرياض كاتباً ثم محرراً للصفحة الثقافية، ثم مديراً للتحرير إلى جانب العجيان الذي كلف برئاسة التحرير، كما عمل مديراً لتحرير مجلة دارة الملك عبد العزيز، إلى جانب إشرافه على الملحق الأدبي بجريدة الرياض.
انتقل عمله من دار الكتب الوطنية إلى جامعة الملك سعود، وأشرف على أول معرض تقيمه الجامعة للكتاب.
• وعند صدور مجلة (الدارة) نجد العدد الأول الصادر في شهر ربيع الأول 1395هـ - مارس 1975م متوجا باسم رئيس التحرير محمد حسين زيدان وسكرتير التحرير عبدالله الماجد، وعلى مدى صفحات 152 – 160 نجد الماجد يستعرض لنا كتاب (صفة جزيرة العرب) تأليف: الحسن بن أحمد الهمداني تحقيق: محمد بن علي الأكوع من منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة بالرياض للشيخ حمد الجاسر.
• وعند تأسيس النادي الأدبي بالرياض عام 1395هـ 1975م ضمن أوائل الأندية الأدبية التي صدرت الموافقة على إنشائها. نجد الشيخ عبدالله بن خميس يدعو مجموعة من الأدباء في منزله فخلصوا إلى انتخابه رئيساً لمجلس إدارة النادي إلى جانب ستة أعضاء هم: عبدالله بن إدريس، وعبدالعزيز الرفاعي، وعمران العمران، وأبي عبد الرحمن ابن عقيل، ومحمد الحمدان، وعبدالله الماجد.
وكانت زيارته للقاهرة مع صديقه الشاعر أحمد الصالح (مسافر) نقطة تحول أخرى في حياته فقد زار كثيراً من الأدباء والفنانين والصحفيين ودور النشر، وأجرى عدداً من المقابلات الصحفية لجريدة الرياض.
فقرر افتتاح دار المريخ للنشر، وكان لا يوجد في المملكة وقتها سوى أربع دور، ونماها واهتم بنشر الكتب الدراسية الجامعية وبالذات منها العلمية التي لا تتوافر في المكتبات، وبدأ بالمشاركة بمعارض الكتب العربية والعالمية. وقال إن دار المريخ قد حصلت على جائزة من معرض الكتاب الدولي في فرانكفورت بألمانيا لمرور ثلاثين سنة على المشاركة المستمرة بالمعرض. وأنه قرر فتح فرع لها بالقاهرة وتزوج هناك وأصبحت إقامته بالقاهرة ومتابعة النشر تأخذ جل وقته.
وقال إنه أسهم في إعداد برنامج إذاعي يومي في مطلع السبعينيات الماضية استمر لثلاث سنوات يعرف بمواقع جغرافية بالجزيرة العربية ومنذ ثلاثين سنة وأنا أتابع حضور معرض الكتاب الدولي بالقاهرة وأزور جناح المريخ وأجد أبا عادل بها فتوثقت العلاقة أكثر، فأصبحنا نلتقي مع بعض الناشرين العرب، وبعد عدة سنوات أصبحت أرافق استاذنا عبد الكريم الجيهمان رحمه الله لهذا المعرض فأصبح الماجد حفياً ومرحباً به فنقضي بعض الليالي وهما يتناقشان في الأمور الثقافية والذكريات الماضية، حتى أنه أراد أن يطلعنا على حياة الريف المصري فدعاني مع شيخنا الجيهمان والاستاذ محمد السيف فذهبنا في الضحى إلى إحدى المزارع خارج القاهرة، وعشنا يوماً جميلاً بين الطيور والحيوانات من غنم وبقر وحمير وجواميس تحت ظلال الأشجار الوارفة وزقزقة العصافير، ومشاركة فرقة شعبية أضفت على الرحلة ما سر وأبهج.
بحثت في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة) وفي (دليل الكتاب والكاتبات) وفي (دليل المؤلفين) فلم أعثر على اسمه بالرغم من أن الدكتور علي جواد الطاهر قد ذكره في (معجم المطبوعات العربية) ط1، 1985م قائلاً: «عبدالله الماجد، موظف في وزارة المعارف: النشر والاستعلامات ثم في جامعة الرياض. باحث مما نشر له في مجلة العرب: الربان النجدي أحمد بن ماجد.. الربان سليمان المهري: ومؤلفاته في علمي الملاحة البحرية والفلكية.. عمل في هيئة تحرير مجلة (الدارة) في الرياض.. افتتح له دار المريخ، للنشر.. وصدر عنها عدة كتب، ويصدر مجلة مكتبية». ص90 ج2.
واختار له الدكتور مرزوق بن تنباك في (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث.. نصوص مختارة ودراسات) المجلد الثالث (المقالة) مقال (قصة عشق) واعتبره ضمن جيل التجديد. بها يحكي قصته مع الكتابة، وذكر في ترجمته: من أعماله: الفناء الباقي في رباعيات الخيام، أو فلسفة الكوز. مشترك مع أبي عقيل الظاهري. ص109 مج9.
وصدر له أعمال أخرى سيتناولها أخرون، أما آخر عمل أهدانيه قبل ثلاث سنوات فهو كتاب (صوت الخيام.. الرباعيات بين الانتحال والتدوين) أهداه» إلى شيخي العلامة أبو عبد الرحمن محمد بن عمر بن عقيل الظاهري. مدّ من بحرك الزاخر، وإلى روح المرحوم سمير أمين.. مدير الانتاج بدار المريخ للنشر، الذي لم يمهله القدر بأن يرى هذا العمل».
وأخيراً فلدي كثير مما يمكنني قوله عن أبي عادل ولكن المقال الصحفي لا يتطلب الاستفاضة.. لا أنسى زياراته للرياض ومقابلة أصدقائه بمزرعة الاستاذ عبدالله الناصر بالدرعية رغم تباعدها، إلا أن زيارته الأخيرة لهذا العام وما سبق من العام الماضي صادف جائحة الكورونا والتي أبقته بالرياض رغم التباعد فأصبحنا نكتفي بالاتصال الهاتفي.
متعه الله بالصحة والعافية. وشكراً للمجلة الثقافية بجريدة الجزيرة على إعطائه شيئاً مما يستحق.