كما هو معروف فقد أصبح مصطلح التصوف مرادفاً للزهد والتبتل والانقطاع للعبادة بالرغم من أن كل هذه الصفات كانت موجودة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر الإسلام إضافة للجهاد. إذن مصطلح التصوف معروف لدينا ومفهوم كما أننا نستطيع أن نتتبع حركة التصوف التي ظهرت في الإسلام منذ عهد الخلفاء الراشدين الأربعة وحتى عصرنا الحديث، كما أننا نستطيع أن نقرأ عن أعلام التصوف في الإسلام وموقفنا منهم وهؤلاء الاعلام كالنفري وابن عربي والحلاج وغيرهم كثير ممن أثروا في حركة التصوف.
ولدت حركة التصوف كرد فعل على اللهو والمجون والتمتع بمباهج الحياة وذلك في العصرين الأموي والعباسي علماً بأن العصرين الأموي والعباسي كانا قد شهدا نهضة الحضارة الإسلامية فكانت القصور والمباني والخلفاء والجواري والخدم والحشم، علماً انه ظهر أيضا التكسب بالشعر لدى الخلفاء فكانت الحياة بعد صدر الإسلام تنعم بكل ما هو حي.
ظهر التقى والورع والتعفف في شعر المتصوفة أمثال ابي العلاء المعري والحلاج فظهر سب الدنيا التي أسماها ابو العلاء المعري ام دفر. وبخصوص الشاعر العربي الكبير وحكيم المعرة المسمى أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي والمسمى أبو العلاء المعري فقد كان شاعرا وفيلسوفا وحكيما، إضافة إلى أنه قد كابد في حياته محناً كثيرة أولها محنة فقدان البصر في سن مبكرة، حتى أنه لا يذكر من الألوان شيئاً سوى اللون المعصفر أي الأحمر، وكانت المحن تتوالى على حكيم المعرة كما أنه أحزنه أن يكون عالة على الغير في كل شيء مما دفع به إلى التصوف والتشكيك في الملل والنحل ورفض ذبح الحيوان والاكتفاء بالاكل النباتي البعيد عن ذبح الحيوان.
قصة التصوف في الإسلام وموقف الإسلام منه ومن أعلامه تطول وأيضاً وجود تصوف مقبول واخر مرفوض يجعلنا نعتقد أن الحديث طويل جداً وبلا نهاية.
** **
- سالم بركات العرياني