يقول الروائي تامكين في روايته (لا تدع اليوم يفلت من يدك): «إن الماضي لا ينفعنا، والمستقبل كله قلق، والحاضر هو وحده الشيء الحقيقي - الحاضر الآني، فلا تدع اليوم يفلت من يدك».
وأنا أقرأ هذه المعلومة خلال هذه الفترة من التأمل والتفرّغ قليلاً للقراءة، من كتاب نفيس وجميل اسمه (علامات استفهام) لدكتور علي شلش وهو بالمناسبة من إصدارات النادي الأدبي بجدة هذا النادي العريق برجالاته بدءًا وانتهاءً بكل لحانه ومبدعيه ...
وقفت عند هذا العنوان كثيراً لا تدع اليوم يفلت من يدك، فاليوم أهم من الماضي بذكرياته المختلفة والحاضر مستقبلٌ غامض لا تعرف أبجديات ما تفعله لتتقيه، أو تفرح له مستعداً، أو تكون متهيئاً لأحزانه، كلُ ذاك مردّه عند الرحمن سبحانه!
فلا تدع اليوم يفلت من يدك كما قال تامكين، فاقبض على يومك بتلابيبه، لا تترك ثانية منه، إذْ إن العالَم اليوم الذي يصدمنا كل ثانية، بأحداث مخيفة، متغيِّرة، تؤذي أعيننا، تصدأ آذاننا، تحوّلنا إلى آلاتٍ بشريّة تتحرّك في قُطْرَها فقط، تستقبِل الخوف، وتسكن بداخلها، وتتشرّبُهُ أجيالها، وتصدّر الهلع وهنا الخط القادم!
لذا سأبدأ بنفسي أولاً وأجعل هذه العبارة منهاج حياة لي «لا تدع اليوم يفلت من يدك» امْسِك بزِمامِه واقتنص كل ما فيه، ابْتَسِمْ، وارقص فرحا به، وحين تأتي الأحزان فجأة وقَدَرَا فمرحبا بها فهي ستأتي عاجلاً أم آجلاً مكتوبة أصلاً في اللوح المحفوظ، فاهْمِسْ في أذن الحُزْن وقل له «تسمح لي بالرقص معك» فخذه برفق لا تدعه يفلت من يدك وتراقص معه سيتحوّل إلى حزنٍ بطعمِ الفرح، دموع تتراقص كحبّات الثلج لا تخف! لم ولن تَكْبُر!
لا تدع اليوم يمضي، وأنتَ تمضي معه هكذا، فأسرج جواد الهِمّة، وانطلق على صهوة الإبداع وبوصلتك الفكر والثقافة والأدب...
سطر وفاصلة
افرح من حقك أن تفرح بشرط إذا كان بجهدك وتعبك، لا بمساعدة الآخرين!
ضمّ كل إنجازاتك لرصيدك ولكن انتبه لا تشوبها ريبة أو تكون مجالاً للشك!
ابتسم واملأ الدنيا صراخاً، لكن لا تجعل لون عينيك كقلبك الأسود!
خذ راحتك وارقص لإنجازك، واحذر ألا تسقط منك أوراق مزيّفة، تغيّر خريطة فرحك.
** **
- علي الزهراني (السعلي)