بدأ التحيَّةَ مُغْضباً
يا ليتَهُ لَمْ يغضَبِ
وأشاحَ شمساً أشرقتْ
مِن وجههِ لَمْ تُحجَبِ
أخفى النجومَ شُعاعُها
غَربتْ ولمّا تَغرُبِ
لِلّهِ دَرُّ جَمالِهِ
كَجَمالِ يوسفُنا النبي
فجَمالُهُ لا مَشرِقِي
أبداً وليْس بِمَغربِي
لكنَّ سِرَّ جَمالِهِ
دمُهُ النقيُّ اليعرُبي
فَمِن الحجازِ قوامُهُ
والشَّعرُ ذاك السبسبي
ومِن القصيمِ دلالُهُ
ما بيْن (هَوْ) وَ (وِشْ تبي)
ومن الشَّمالِ عيونُهُ
فكأنّها عيْنا ظبي
ومِن الجنوبِ بياضُهُ
فكأنَّ منظرُهُ اجنبي
وألذُّ نُطق حروفِهِ
تلكَ التي تَسبي سَبي
فإذا تكلَّم خِلتَهُ
مِن لَثغَةِ الحرف صَبي
وإذا تمايلَ ضاحكاً
حَبوْتُ مِن فَرحٍ حَبي
حتّى أُقبِّلَ كفَّهُ
وأقولُ عفواً صاحِبي
إغضَبْ كما شِئتَ ففي
إغضابِ مِثلِكَ مطلبي
لتثورَ بعضُ مفاتنٍ
كانتْ بِلُطفِكَ تَختبي
** **
- حامد محمد الشريف