لقد تعرفت على عبدالله الماجد مبكراً في جريدة الرياض، عندما كان مقرها في المرقب، وكان يحرر الصفحات الثقافية في هذه الجريدة، وقد كنت أتوقع أن يكون من المختصين بالتراث، خاصة وقد ربطته علاقة بأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وربما اهتما معاً بعمر الخيام وغيره من الكتاب والشعراء الكلاسيكيين، واهتما بعد ذلك بالمزاوجة بين القديم والحديث من خلال الاهتمام بأشعار صلاح عبدالصبور ومحمود حسن اسماعيل، ثم صارت علاقة وثيقة لأبي عادل مع جريدة البلاد ورئيسها عبدالمجيد شبكشي، لكن العلاقة الأجمل كانت علاقته مع محمد حسين زيدان، عندما رأس تحرير مجلة الدارة، وعلاقته الأخرى مع حسن آل الشيخ الكاتب والوزير، وقد ساهم عبدالله مع مجايليه أحمد الصالح وحمد القاضي وخالد الدخيل وغيرهم من الكتاب والمبدعين في إثراء الساحة الثقافية لما عرف عنه من انفتاح على مختلف الأنواع والمدارس الأدبية والثقافية، وكان، كما اسلفت، لتأسيسه دار المريخ دور في الاهتمام بالدراسات الأكاديمية، حتى أنه لكي يوسع هذا الاهتمام بالنشر الأكاديمي أنشأ لهذه الدار فرعًا في القاهرة.
وعلى المستوى الإنساني، اتسم عبدالله الماجد بشخصية هادئة مبادرة لتقديم العون والمساعدة العلمية الثقافية لكل من يتوسم فيه الموهبة والاستعداد للبذل والعطاء دون حدود، وهو إلى ذلك بعيد عن الخصومات، فقد كان ينأى بنفسه عن كل التوافه التي كثيراً ما تسود الساحات الثقافية. لكن الشيء الذي يثير التساؤل أن الماجد الناشر والكاتب قبل ذلك وبعده لا نكاد نرى له كتبًا كثيرةً، مع أن ما نشره من الأبحاث والدراسات والمقالات المتخصصة لو جمعها لأخرج لنا عديدًا من الكتب.
ولا أنسى أنّ لعبدالله الماجد دوراً يذكر فيشكر، في عديد من الأنشطة، فهو المبحر في التراث، وهو المشرف الثقافي في وقت من الأوقات بجريدة الرياض، وهو مؤسس دار نشر رائدة في مجالها، قدمت عشرات الاصدارات الأكاديمية والمتخصصة، وهو كاتب قصة ومقال؛ وهو إضافة إلى ذلك أبرز أصواتًا أدبيةً وثقافيةً وفكريةً للساحة أثناء إشرافه في وقت مبكر على ملحق الأدب والثقافة بجريدة الرياض كما أسلفت. وهو أولًا وأخيرًا صديق عزيز ورجل يتمتع على الدوام بأخلاق عالية، متعه الله بالصحة والعافية.
** **
- حسين علي حسين