لبعض الكلام حَصَانة! اتفقنا معها أو اختلفنا.. هكذا يشاع.. حصانة تمكنه من اجتياز منافذ الكلام دون جمرك! لذلك نجد - على سبيل - المثال- أن القول الجاري مجرى الحكمة، والمثل، مهما اتسعت تداوليته يظل كما هو رغم ما يعتريه من أخطاء دلالية، أو نحوية أو صرفية.. ومن أشكال الحصانة هنا «المحصن بالحكاية»، وهذا ما ذكرني بالحكمة الشعبية (كلام ما عليه جمرك)، وأخرى (مية شتيمة ما شقت ثوب)، وبدون تحليل.. أو تعليل.. يمكن الرجوع إلى العديد من الردود على أنواع وأجناس من الكلاميات التي لا تعترف بالـ«جمرك»، إلى ما كتب عنها من ردود نقضت الحصانة، وأنزلتها عن حصانها، لتجاوزات عقدية.
* (الاحتكاء)، شكل من أشكال القول المتجددة، من عصر إلى آخر.. ومن جيل إلى ما يليه، لما يطرأ على أنماط الحكي، وتنوعت سياقاته، فكان من البداهة، أن تتغير أدوات الجمرك.. ووظائف المُجَمرِك.
* حديثي هذا بالتأكيد لا أعني فيه الحديث عن النثر، ولا النثر الفني، ولا السرد، ولا عن الحكاية بوصفها حكاية.
* أيضاً صفاء الأجناس الأدبية.. من أمهات الحكايات، التي تلامس هذا المقام، ولن تكون موضوع مقالته، لأنني هنا بصدد وقفة عن الكلام والكتابة، والجمرك الذي ربما كان مؤسسة، أو ناقداً، أو قارئاً.
* هناك في منطقة تماس النصوص، تشكلت مساحة خصبة للحكي.. والتقول.. في مساحات ما بين بين لم يعد فيها الكلام علماً، ولا الكتابة فناً، فلا هوية لنص.. ولا محددات لبناء.. بعد أن اتخذت هذه الظاهرة من الهامش مركزاً، لإنتاج كتابة (هجين)!
* متى افتقد النص حِصَانه.. فقد حصنه!
** **
- محمد المرزوقي