ميسون أبو بكر
لعل ما تقدمه وتخصصه المملكة لمساعدة الدول والشعوب المنكوبة وأصحاب القضايا العادلة والأفراد أيضاً يفوق بكثير المساعدات التي تقدم من مجموعة من الدول مجتمعة، لكن سياسة المملكة التي اتبعها ملوكها بأن اليد اليسرى لا تعرف ما الذي قدمته اليد اليمنى؛ ثم إنها لا تمن بعطاءاتها ولا مساعداتها لأجل المباهاة والاستعراض وفلاشات التصوير ولم تخض سباقاً محموماً مع أولئك الباحثين عن الظهور وليس الأجر ومصلحة الشعوب والإنسان.
المهاترات التي تحدث اليوم في وسائل السوشيال ميديا واتهامات الجهلة والشعارات المضللة والأفكار السوداوية للبعض الذين يشنون عداء ضارياً لأجل أجندات الأعداء أو جهات مغرظة لا تريد خيراً بجوهر قضاياهم سواء عن قصد منهم أو جهل يحتاج وقفة وتمعن ودراسة لهذه الحالة المستغربة وهذا الجحود بجهود دولة احتضنت منذ نشأتها قضايا الشقيقات العربيات والإنسان، وترك حكامها مقولات خالدة دلت على مواقف عظيمة على أرض الواقع وليس في فضاء الكذب والنفاق والوعود التي لم تر النور.
ولعل هناك وقفة أخرى للدول المانحة تمكنهم من إعادة النظر في حساباتهم والطريقة التي كان يتم بها التعامل مع إعادة الإعمار ومساعدة الشعوب عبر طرق شرعية من خلال حكوماتها التي خانت أمانات شعوبها والأمانة التي في أعناقها فاحتشدت الأموال في أرصدتهم وجيوبهم وبقيت الشعوب لا تنال إلا الفتات، وكان من الصعب الوصول لحلول ترضي الشعوب لأنه كانت هناك حسابات أخرى للقادة الذين من مصلحتهم استمرار الخلافات وعدم الوصول لحلول لإطالة عمر الأزمة والاستمرار في ابتزاز الدول المانحة.
الحملة التي أطلقها أحد عناصر الإخوان المسلمين على تويتر لتلقي التبرعات - والتي عزف فيها وجماعته على وتر الشعوب العربية العاطفية وتفاعلها مع أزمة القدس وغزة التي تسببت بهدم المحتل لبيوت الشعب الفلسطيني وسقوط مئات الشهداء- توضح ما أسلفت وأشرت، فالغرض الأساسي هو جمع أموال المتبرعين لجهات غير شرعية لا تصب في إعادة الإعمار وتعويض المتضررين من الشعب الفلسطيني وهو ديدنهم الذي اعتادوه طويلاً وانسقنا ببلاهة لزمن وراءه.
ما حدث ويحدث من وجهة نظري يجب أن يجعل المملكة تعيد النظر في طريقة منحها وعطائها بطريقة تضمن وصول المساعدات التي يستفيد منها الشعب الفلسطيني وكذلك الحرص أن تصله الصورة الحقيقية ووقفة أبطال السعودية حكاماً وشعباً مع هذا الشعب والشعوب الأخرى التي وقفت المملكة معها مادياً ومعنوياً.
أعتقد أن التصريح بهذه المساعدات اليوم ضرورة سواء لحث الدول الأخرى أن تحذو حذو الدول المانحة أو ليتم الاستفادة الكاملة على مرأى الجميع من هذه المساعدات.