سهوب بغدادي
أكدت الدكتورة ماريا فان كيركوف، الخبيرة بالأمراض الوبائية في منظمة الصحة العالمية، خلال لقاء عُقد عبر حساب المنظمة العالمية على تويتر، أن الأطفال معرضون للإصابة بوباء كورونا مثل غيرهم من الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، مضيفة بأنه فيما يتعلق بالسلالة المتحورة التي ظهرت في بريطانيا فإنه تمت ملاحظة زيادة في قابلية الانتقال عبر جميع الفئات العمرية، بما يشمل زيادة انتشار العدوى بين الأطفال الأصغر سنًّا والرضع على حد سواء، وأرجعت السبب إلى عودة الدراسة حضوريًّا في المنطقة. من هذا النسق كشفت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية أن عودة الدراسة بشكل حضوري في المدارس والجامعات ستكون بدءًا من العام الدراسي المقبل مع الإعلان لاحقًا عن سبل تحقيق ذلك. قد يكون المحرك الأول لدى الآباء والأمهات هو الخوف (على ومن) فالخوف على سلامة الأطفال - باعتبار عدم وجود لقاحات مجربة ومثبت أمانها على الأطفال - والخوف من الطفل الذي سيعود ليعيش حياته مع أفراد أسرته من فئات عمرية أخرى وأوضاع صحية مختلفة، فلا يخلو منزل من أشخاص مصابين بأمراض مزمنة وتنفسية وغيرها من الأمور التي تجعل الفرد يقع في خانة الأشخاص الأكثر عرضة لإشكاليات متعلقة بالإصابة بالفيروس -حمانا الله وإياكم-، فمن المستحسن أن تبذل كل من وزارتَي التعليم والصحة جهدًا في تهيئة المجتمع بوقت كافٍ للدخول في المرحلة الجديدة في حياة ما بعد الجائحة بهدف تلافي أخطاء الدول السابقة التي شهدنا تبعاتها على الأفراد والمجتمعات وبالتالي تقهقر الأوضاع الاقتصادية والسياسية تباعًا. إن أغلب التكهنات حول المناعة الجماعية (مناعة القطيع) التي سنصل لها بانتهاء العطلة الصيفية تبقى ظاهرة محلاً للتذبذب نظرًا لحداثة الجائحة وإن تكررت تاريخيًّا بشكل مشابه كجائحة السارس في الصين، فيصعب البناء على إحصائيات وبيانات ما زالت محل الاختبار والتجربة.
ومما لا شك فيه دور المملكة الريادي والكيانات الفعالة كافة خلال الجائحة العالمية على الصعيدين المحلي والعالمي على حد سواء، فكان لمملكتنا الحبيبة الأسبقية في أغلب الحالات الطارئة في الدول الأخرى متمثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة بمختلف مجالاته الإغاثية وأعماله الهادفة لمساعدة الدول الأخرى دون تفرقة أو تحيز لنظرة سياسية، وذلك من أسمى معاني الإنسانية التي تخلق صورة وهوية براقة للمملكة لدى العالم.