«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
انتهى الموسم الرياضي 2020-2021 بإيجابياته المتعددة وسلبياته الطاغية، ولعل أبرز سلبيات هذا الموسم هو «عودة» الحكم السعودي لتحكيم مباريات الدوري السعودي، فما قدمه «أغلب» أن لم يكن جميع الحكام لا يرتقي لدوري يحمل اسم سمو ولي العهد، ويعتبر الأقوى في المنطقة.
وعلى الرغم من أن اتحاد القدم بمعاونة وزارة الرياضة لم تقصر معهم، وفرغت بعضهم، وأجزلت لهم المكافآت، وصرفتها أولاً بأول، إلا أن الأخطاء «الكوارثية» التي وقعوا فيها في «جل» المباريات لا يمكن حصرها، وإن كان البعض في بداية الدوري توقع بروز الحكم ماجد الشمراني كاسم جديد، إلا أنه هو الآخر «أخفق» في بعض المباريات التي أدارها، والشمراني هو أحد الأسماء التي كان «يراهن» عليها اتحاد الكرة ولجنة الحكام، ويُعتبر الأبرز لديهم، ولكنه لم يكن عند ثقة المسؤولين عنه، مثله مثل بقية الحكام المحليين الذين عادوا للواجهة من جديد، ولكن هذه العودة لم تكن «موفقة»، فجل الأندية اشتكت من التحكيم، وعانت الأمرين من القرارات التحكيمية، ومن غرفة الفار، فالهلال والأهلي والاتحاد والشباب والرائد وضمك وغيرهم من الأندية اشتكت، بل بعض من تلك الأندية أصدرت بيانات ضد التحكيم بعد أن عانوا من الأخطاء التحكيمية الكوارثية.
في التقرير التالي تسلط الجزيرة الضوء على أبرز العيوب التي كان يعاني منها التحكيم المحلي.. ولعل أهم تلك العيوب هي «ضعف الشخصية»، فالحكم المحلي «يهاب» من بعض اللاعبين، و»يخاف» من بعض الأندية، ويحسب ألف حساب لردة فعل الإعلام والجماهير، وهذه إحدى الكوارث التي ظل يعاني منها التحكيم المحلي قبل إبعاده عن المباريات، وظل يعاني منها بعد عودته هذا الموسم، والدلائل على ضعف شخصية الحكم كثيرة ولا حصر لها، وآخرها ما شاهده الجميع في مباراة النصر والاتحاد في آخر جولات الدوري، إذ تجرأ بعض اللاعبين على «دفع» الحكم تركي الخضير في منظر يؤسف له، ولكن الحكم ظل متفرجاً حاله كحالنا، ولم يتخذ أي قرار يوحي لنا بقوة شخصيته، وفرض النظام لحماية نفسه، بل لحماية التحكيم من هذه الصور التي تخدش الخضير وكافة زملائه وتجعل الوسط الرياضي يصفه بالضعف أمام بعض الحالات التي تستحق الوقوف أمامها كثيراً، وهذا الضعف دعا الجمهور الذي بطبيعته تتحكم فيه العاطفة إلى عدم «الثقة» في الحكم المحلي، وهذا من حقهم، فكيف يثقون في قرارات حكم «يُدفع» ولا يتخذ أي قرار لحماية نفسه.!
كما يعاني بعض من الحكام المحليين على الجانب «اللياقي»، فبعض الحكام تراه في جهة، والكرة تُلعب في جهة أخرى، وهذا يدل على عدم اهتمام بعض الحكام في الجانب اللياقي، بل يدل على عدم اهتمامه في المباراة التي كُلف بإدارتها. ويعاني «كل» الحكام من «تفاوت» قراراتهم داخل المستطيل الأخضر، فبعض حكام الدوري المحليين، يتخذ قراراً قد يراه صائباً، وقد يكون بالفعل صائبا، ولكنه في مباراة تليها يتخذ قراراً خطأ في لقطة شبيهة لما اتخذه مسبقاً! وهذا التفاوت مشاهد في معظم الحكام، والسبب بالنسبة لنا مجهول!
ويعاني الحكم المحلي من «الضغوط» الإعلامية والجماهيرية، ويحسب لبعض الأندية الكبيرة والجماهيرية ألف حساب، بينما تعاني بقية الأندية من الأخطاء في معظم مبارياتها، وهذا ما لاحظناه طوال الموسم الماضي.
أما غرفة الفار، فهذه قصة لوحدها، حكامها أقل من حكام الساحة، وهذه لوحدها مشكلة كبيرة، فمن يُصحح قرار حكم الساحة يُعتبر «أقل» منه، وهذا ما جعل بعض قرارات الحكام خاطئة، فغرفة الفار تحتاج لحكم «خبير»، ويكوت أفضل من حكم الساحة، حتى يقنع المتابع، ويقنع حكم الساحة، وإلا أن استمر الحال على ما هو عليه، فإن وجود الفار سيصبح مثل عدمه، وسوف يسبب مشكلة كبرى.
وتبقى المشكلة الكبرى.. وهي «اختيار» الحكم المناسب للمباراة المناسبة، وهذا الخطأ تتحمله لجنة الحكام، والتي تتحمل أيضاً عدم «بروز» حكام صاعدين وجدد، فقد اعتمدت على عدد قليل من الحكام، وأصرت على تواجدهم في الكثير من المباريات، كما تبرز مشكلة «تكرار» الحكم مع فريق ما، فالحكم ليس حصريًا على فريق معين، يحكم له ثلث مبارياته أو أكثر، وهذا التكرار يجعل الوسط الرياضي لا يثق في لجنة الحكام، ولا الحكم نفسه!!.