«الجزيرة» - المحليات:
تواصل وزارة التعليم تطوير المنظومة التعليمية لإعداد الشباب مبكراً للالتحاق بسوق العمل ووظائف المستقبل، والإسهام في تحقيق مهارات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الرابعة، وعلى مدى عامين من العمل المتواصل، والدراسات المتخصصة؛ أعلنت التعليم فيها أن النظام التعليمي في المملكة لا يمكن أن يبقى جامداً أو عاجزاً، وأن النظام التعليمي الحالي يحتاج إلى تغيير جذري وعميق.
وبدأت وزارة التعليم في دراسات المقارنة بين واقع التعليم في المملكة وبين الجودة والكفاءة التعليمية في دول العالم، آخذة في الاعتبار نتائج المملكة في الاختبارات الدولية، والفجوة بين سنوات السلم التعليمي وسنوات الدراسة الفعلية التي قد تصل إلى أربع سنوات، محدثة تغييرات جذرية في منظومة التعليم من خلال رؤية إستراتيجية واضحة بإعلانها عن التقويم الدراسي الجديد، وتطبيق الفصول الدراسية الثلاثة، وتطوير المناهج والخطط الدراسية كمفاصل حيوية للتغيير والتقدم نحو آفاق جديدة من التطوير، ورفع مستوى وجودة وكفاءة العملية التعليمية.
واستشرفت وزارة التعليم المستقبل بإستراتيجية شاملة للتغيير ومواءمة المخرجات التعليمية مع المستجدات العالمية، وتحسين الوضع التنافسي للمملكة في المؤشرات العالمية الخاصة بالتعليم، بدءاً من التقويم الدراسي الجديد كمرحلة جديدة لم تحدث منذ 28 عاماً، بما يتضمنه من تغييرات تتجه للاستثمار الأمثل للعام الدراسي والموارد التعليمية، حيث اشتمل على 39 أسبوعاً دراسياً عبر ثلاثة فصول دراسية، واستثمار فترات الاختبارات في الدراسة بدلاً من تخصيصها للاختبارات فقط، وذلك للمساعدة في المحافظة على التراكم المعرفي ودعم المهارات الموجودة في وحدات المقررات الدراسية، وتعويض الفجوة التعليمية بين سنوات السلم التعليمي وسنوات الدراسة الفعلية أثناء الرحلة التعليمية، إلى جانب التأكيد على أهمية الاستثمار التحصيلي لأيام الدراسة والموارد التعليمية، وإبقاء الطلبة في عمليات تعليم بنائي مستمر وفعّال لمعارفهم وصقل مهاراتهم مع تقليص الانقطاعات الطويلة عن التعليم خلال فترة الصيف.
وعملت وزارة التعليم في سياق متصل على مراجعة وتطوير كافة المناهج الدراسية لجميع المراحل، وتحليل الأوزان النسبية لأثرها على نواتج التعلّم وتطوير مهارات الطلاب، فضلاً عن الانفتاح على الثقافات الأخرى، والموازنة بين التخصصات الدراسية وبين فرص العمل والاحتياجات الجديدة التي فرضتها الثورة الصناعية الرابعة على سوق العمل، إلى جانب تعزيز مهارات الفهم القرائي والكتابي والمهارات الحياتية واستكشاف القدرات وتوجيهها.
وانطلقت جهود تطوير المناهج من إثراء محتوى العلوم والرياضيات وتدريس اللغة الإنجليزية بدءاً من الصف الأول الابتدائي، وتطبيق سلسلة عالمية جديدة ومتقدمة للمرحلتين الابتدائية والثانوية، وتوسيع نطاق تدريس التربية البدنية والدفاع عن النفس لتشمل البنين والبنات، إضافة إلى تضمين 21 منهجاً جديداً لطلاب وطالبات التربية الخاصة، وضم الفنون التشكيلية والبصرية والأدائية إلى مناهج التربية الفنية، كذلك استحداث مواد دراسية جديدة كالتفكير الناقد والمهارات الرقمية ومادة المهارات الحياتية والأسرية، إلى جانب تطوير مناهج الدراسات الاجتماعية والإسلامية لإثراء قيم المواطنة وتعزيز الشخصية الوطنية والقيم الدينية.
وعمدت وزارة التعليم إلى معالجة الفجوة التحصيلية بين المرحلتين الثانوية والجامعية بتطبيق مسارات الثانوية العامة كبديل عن السنة التحضيرية في الجامعات، بحيث تتمكن من تحديد مستويات الطلاب مبكراً في المرحلة الثانوية والتعرف على ميولهم وقدراتهم وتوجيههم إلى التخصصات المناسبة لهم، إضافة إلى عملية التأهيل للالتحاق بسوق العمل، حيث سيتم العمل على نظام المسارات بالمرحلة الثانوية ابتداء من العام الدراسي 1443-1444هـ.
واستطاعت وزارة التعليم أن تصنع نموذجاً مميزاً في التعليم عن بُعد، والمحافظة على جودة واستمرارية التعليم في جميع المراحل الدراسية من خلال منصة «مدرستي» التي شهدت ما يقارب 5 مليارات زيارة للطلبة والمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور ومشرفي الأنشطة، كما ساهمت منصة «مدرستي» في تعزيز التقنية بالمراحل التعليمية عبر العمل بنظام الفصول الافتراضية التي شهدت تنفيذ أكثر من 153 مليون فصل افتراضي خلال العام الدراسي 1442هـ وتدريب الطلاب والطالبات على أداء الواجبات والاختبارات خلال المنصة، وتوفير إثراءات ومصادر وبدائل تعليمية متنوعة؛ إضافة إلى دعم الطفولة المبكرة بعدد من البرامج وإطلاق الروضة الافتراضية للأطفال، وافتتاح 70 برنامجاً للتدخل المبكر في الروضات الحكومية.
وتكللت جهود وزارة التعليم في إنجاح التعليم عن بُعد من خلال الأرقام والإحصاءات التي تعكس التفاعل معها والتي أهلتها لتكون ضمن دراسة منظمة اليونيسكو لأفضل أربعة نماذج عالمية في التعليم عن بُعد بالشراكة مع المجتمع والتكامل مع مؤسساته الوطنية. وأنهت وزارة التعليم عامين دراسيين عن بُعد بنجاح تام متحدية فيه الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا « كوفيد - 19 « ، حيث تمكنت من إكمال العملية التعليمية عن بُعد للطلاب والطالبات عبر منصات عديدة ومتنوعة محققة أرقاماً غير مسبوقة في عملية التعليم عن بعد سواءً على مستوى الأداء أو النتائج النهائية.
وأثبتت الوزارة قدرتها وكفاءتها في أداء مهمتها من دون توقف عملية التعليم والتعلم بعد قرار تعليق الدراسة بسبب الجائحة، وانتقلت سريعاً إلى العمل بالبدائل التعليمية، وتوفير المنهج الدراسي على مدار الساعة للطلاب والطالبات في منازلهم، ما يؤكد على مساهمة الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في ضمان استمرار رحلة الطلاب التعليمية، حيث سخرت وزارة التعليم جهودها لبث المحتوى التعليمي في البداية من مدرسة في الرياض بشكل مباشر إلى جميع مناطق ومحافظات المملكة، وفق خطة زمنية محددة ومنسجمة مع الخطة الدراسية، وجداول معلنة تحدد مواعيد الدروس ومواعيد بثها، ومعها بدأت الرحلة التعليمية عن بُعد عبر المنصات التعليمية، من دون فاقد تعليمي للطلاب والطالبات.