د.بكري معتوق عساس
الأمنُ مقصدٌ من مقاصد الشريعةِ المعتبرةِ، فالله تعالى يقولُ :(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ).
ما الذي يمنُّ الله به على عباده في هذه الآية؟
إنه يمنُّ عليهم بجزيلِ النِّعمِ التي منها: (وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا)، ليس هذا فحسب بل يقول -جل جلاله- بعد ذلك الأمن مباشرة: (يعبدونني) في إشارةٍ صريحةٍ إلى أنَّ تحقُّقَ الأمنِ يتيحُ للإنسانِ حريةَ العبادةِ لربِّهِ في طمأنينة.
وبالنّظرِ للتّشريعاتِ الإسلاميةِ في الحدودِ والجناياتِ.. فيجبُ التأمُّلُ كيف يكونُ دينُ الإسلامِ دينُ الرحمةِ والهدايةِ هو الذي يأمرُ بقتلِ القاتلِ وقطعِ يدِ السَّارقِ!! لماذا هذه الأحكامُ الشديدةُ من دينٍ بُني أصلاً على الرِّفقِ حتى بالحيوانِ؟ بل حتى بالأشياءِ والجماداتِ؟ إنّه الحرصُ على الأمنِ، وقطعُ دابرِ كلِّ مَنْ يزعزعه أو يخلخله.
من أجلِ ذلك كان تحقيقُ الأمنِ في بلاد الحرمينِ الشريفينِ المملكة العربية السعودية في مقدمةِ الأولوياتِ التي تسعى حكومةُ خادمِ الحرمين الشريفين ووليِّ عهدِهِ الأمينِ إلى تحقيقِها ليس فقط كغايةٍ وهدفٍ، ولكن كوسيلةٍ يتحققُ من خلالها المزيدُ من الرخاءِ والازدهارِ والتقدمِ للمواطنِ السعوديِّ ولكلِّ من نال شرفَ الإقامةِ على هذه الأرضِ المباركةِ.
فمنذُ عهد الملكِ المؤسسِ، رحمه الله، إلى عهدِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، وهاجسُ المملكةِ كفالةُ الأمنِ وضمانُ الاستقرار، ومن هنا كان على كلِّ مواطنٍ أو مقيمٍ على هذه الأرضِ المباركةِ أن يكونَ رجل أمن وحارساً أميناً على مكتسباتِ الوطنِ ومنجزاتِهِ.
حفظ الله سبحانه لبلادِنا أمنَها وأمانها وشعبها ورخائها وقيادتها.