عثمان أبوبكر مالي
لم تمض أقل من أربع وعشرين ساعة على الفرحة الكبيرة التي انتابت جماهير نادي الاتحاد بتحقيق فريقهم (عن جدارة واستحقاق) المركز الثالث في مسابقة (دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين) حتى (صعقتهم) مفاجأة كبيرة وغير سارة، يبدو كأنها رسمت بعناية فائقة، واختير توقيتها بدقة كبيرة، ليس من أجل إفساد الفرحة الاتحادية العارمة، بالمركز الذي حققه الفريق؛ فطموح وتطلعات الجماهير الاتحادية تتجاوزه كثيراً جداً، وانما لأن المركز يؤهل الفريق للعودة إلى المشاركة في (دوري ابطال آسيا) عن طريق (نصف المقعد) الرابع للكرة السعودية، ومن خلال الملحق الآسيوي، وهو أمر لا يعيق ولا يزعج كثيراً (المشجع الاتحادي) العارف والواثق من فريقه وقدراته وإرثه الكبير في المشاركة القارية، وإنما كان الخوف والصدمة من أن يكون القرار (مقدمة) لإبعاد الفريق وحرمانه من المشاركة وإحلال اسم آخر مكانه، خاصة وان مؤشرات القرار ظهرت مبكراً قبل اعلانه، من خلال أقلام وأسماء اعلامية وبرامج فضائية ميولها معروفة وتوجهاتها مفضوحة، وقد سعت الى (التمهيد) له، بعدة طرق تمثلت في نشر تغريدات في (السوشيل ميديا) واستضافة أحد أطراف القضية للحديث عنها، وابراز مطالباته وفتح الملف بطريقة (استقصادية) واضحة، بالإضافة الى وضعها محوراً في برامج فضائية قبل مباراة الجولة الأخيرة، بحثاً عن التأثير السلبي على الفريق الاتحادي و(التحفيز) لمنافسيه المنتظر أن يكونوا بديلاً له، غير أن الأمور (على المستطيل الأخضر) سارت على عكس ما يرسمون ويريدون ويخططون، وما ذلك الا توفيق من الله وبتدبير منه سبحانه وتعالى، فقد أصبح الاتحاد (ثالث الدوري) وبفارق نقطي كبير، لدرجة أن خصم النقاط الست لن تبعده عن مركزه المؤهل الى أبطال آسيا وعلى نياتكم ترزقون.
لم يعد من طريقة لإبعاد (العميد) عن المشاركة الآسيوية إلا عدم إغلاقه للقضايا المالية وسداد مبالغها وإغلاق (الملفات القديمة)، حتى لا يؤدي ذلك إلى حرمانه من الحصول على (الرخصة الآسيوية) وعدم تحقيق أهم متطلباتها الخمس المعروفة (المالية والادارية والرياضية والقانونية والبنية التحتية) وجميعها إما متوفر أو أنها في المقدور المتاح جداً، خاصة إذا حظي الفريق ببعض ما حظيت به الفرق الأربعة التي مثلتنا في النسخة الأخيرة.
كلام مشفر
o من واجب إدارة نادي الاتحاد أن تعمل بجد وقوة من اجل تجاوز المواجهة و(التحدي) الكبير لإقفال ملف قضية السداد والأمور المالية، من خلال (أذرعتها) واعضائها الذهبيين وداعميها الذين (انتقتهم) بزياراتها الخاصة وتلميحاتها المكررة، وإذا لم يقفوا معها في هذا التوقيت، والظرف المهم جداً للنادي والادارة فمتى سيقفون؟!.
o ومن واجب رجالات النادي الآخرين الارتقاء على أي إشكاليات أو خلفيات أو ملاحظات أو حتى اختلافات وتقديم اسمه ومصلحته على أي أمور أخرى جانبية أو هامشية، وهو الأمر الذي كان مأخوذاً عنهم ومعروفاً لدى الجميع، وليس من توقيت افضل وأنسب من إحيائه والعودة إليه بالوقوف أمام امواج متلاطمة تعمل على إغراقه خوفاً من أن يعود الى وضعه الصحيح والطبيعي.
o إذا تأكد أن ادارة الاتحاد ستجدد عقد المدرب (كاريلي) فالمرجو أن يكون ذلك (قناعة أكيدة) منها وان لا يكون له (ثمن يدفعه) النادي ومستقبله القريب، والمرجو أكثر ان لا يتحول الى (رامون دياز) آخر ويكون حدهُ اول بطولة في الموسم (الجديد) القادم كما كان حد دياز (السوبر السعودي)، وفي كل الأحوال استمرار كاريلي أفضل كثيراً من عودة (عصابة السماسرة) من بوابة (الروماني) كوزمين كونترا.
o مؤسف جداً انتهاء الموسم بهبوط فريق الوحدة العريق، مفهوم جداً هبوط العين والقادسية بسبب ظروف الصعود وكورونا وقصر الوقت في التهيئة وإكمال التعاقدات وغيرها من الظروف مثل الأعداد والملعب خاصة بالنسبة للعين.
o عكس الوحدة مستقر وفي ظروف جيدة، لكن الإدارة التي جاءت بدلاً من استثمار ذلك ووضع هدف واضح قامت بالعبث بالفريق والانشغال خارج الملعب وتصفية حسابات بين الأطراف الوحداوية، واستمر ذلك حتى هبط الفريق، والخوف الأكبر ان يزداد ذلك خلال الفترة القادمة.
o بوادر ذلك ظاهرة وبالتالي الخوف أن يلقى (الفرسان) مصير أحد والنهضة والنجمة والأنصار وغيرها من الأندية، ما لم يستيقظ (أوفياء النادي) العريق ويظهروا علناً وصراحة في المشهد والعودة إلى قيادته بتكاتف كل الفرقاء واتفاق كل الأطراف من أجل هدف واحد، عودة النادي الكبير إلى موقعه مع رفيق دربه (العميد).