خالد المشاري
حينما انتهت الجولة الخامسة من دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى استقر الطائي وحيداً في القاع وبلا نقاط، حيث خسر مباريات متتالية أمام فرق الخليج والحزم وهجر والعدالة والجبلين وسُجِّل في مرماه 12 هدفاً ولم يسجِّل سوى 3 أهداف، بعد هذا السقوط المخيف وجهت سهام الغضب لرئيس النادي تركي بن عبدالمحسن الضبعان الذي أطلق تصريحه الشهير بعد الإخفاقات الخمسة المتتالية فقال وبشجاعة (الخيل الأصيلة ما تلحق إلا تالي).
وجاءت الجولة السادسة لتشهد حصول الطائي على أول نقطة بعد التعادل أمام أحد في المدينة، وفي الجولة السابعة تذوَّق الطائي أول انتصار من بوابة الجيل.
بعد ختام الجولات السبع حصدت الفرق الثلاثة المنافسة على الصعود الحزم والفيحاء والجبلين المزيد من النقاط وانفردت بالمراكز الأولى وبفارق كبير عن الطائي وصل لـ16 نقطة مما جعل الكثير من محبي فارس الشمال يعيشون مرحلة اليأس والأوهام والأحلام الوردية، فهل يصدق العقل أن ينجح فريقهم بتقليص هذا الفارق الكبير بالنقاط بين فريقهم والفرق المنافسة على الصعود، ولكن الذي حدث أن جاءت الرياح وجرت كما يحب ويتمنى محبو فارس الشمال، فأصبح فارسهم يحقق الفوز تلو الآخر، وأجبرهم الزمن أن يكون منافسهم الوحيد على الصعود منافسهم التقليدي الجبلين، حيث استمر التنافس بين الفريقين على المقعد الثالث حتى الجولة 29 وقبل الأخيرة حينما كسب الطائي الثقبة 1/3 وارتفع رصيده النقطي إلى 74 نقطة، فيما خسر منافسه الجبلين من الشعلة 1/0 وبقي رصيده على 73 نقطة، وهنا انقلبت الأوضاع لصالح الطائي الذي احتل المركز الثالث بفارق نقطة عن الجبلين، وتأتي الجولة 38 الأخيرة لتكون هي الحاسمة حينما شمر أحفاد حاتم الطائي عن سواعدهم وبهمة وعزيمة الرجال وكفاح الأبطال توّج نجوم فارس الشمال تألقهم المتأخر بانتصار على فريق عرعر خارج أرضهم 0/2 كان من أهم وأغلى الانتصارات وهو الذي أعلن عن عودة الطبيعي لمكانه الطبيعي دوري المحترفين برصيد 77 نقطة في المركز الثالث وبفارق 4 نقاط عن الوصيف الفيحاء، وتقدموا على منافسهم التقليدي الجبلين بفارق نقطة وحيدة بعد موسم استثنائي تخلله الكثير من المصاعب، ولكن بجهود مدرب الفريق التونسي محمد الكوكي ورئيس النادي تركي الضبعان والجهاز الإداري بوجود المبدعين صالح المجراد وعيسى المزيد والوقفة الشرفية التاريخية بقيادة المهندس الوفي والمخلص لناديه سعود الصقيه تحقق حلم فارس الشمال بإنجاز فريد من نوعه وقد يعجز عنه أي فريق يمر بذات الظروف التي مر بها الطائي، فهنيئاً لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الشرف ولجماهير ومحبي الطائي هذا الإنجاز التاريخي، وكما أسعد فارس الشمال محبيه بهذا الصعود نتمنى من الأعماق أن يُسعد نجوم الفريق وإدارة النادي جماهيرهم باستعداد مختلف في دوري المحترفين ليثبتوا أقدامهم ضمن أندية الممتاز ويعيد النادي تألقه ولقبه المعروف عنه ( صائد الكبار).
- إدارة الطائي بقيادة الرئيس تركي الضبعان والجهاز الإداري بقيادة صالح المجراد وعيسى المزيد والجهاز الفني بقيادة المدرب التونسي محمد الكوكي مُطالبون من الآن بالاستعداد لدوري المحترفين واستقطاب نجوم محلية وأجنبية تضيف فوارق الفنية على عطاء الفريق في دوري المحترفين، فالفريق بحاجة ماسة لمهاجمين هدافين وصانع لعب متميز.
- سيظل هذا الإنجاز التاريخ للطائي خالداً في أذهان محبيه وجماهيره لأنه أعاد للأذهان إنجازه الأول عام 1398هـ حينما صعد من الدرجة الثانية للأولى ومنها للدوري الممتاز عام 1399هـ
- من حق جماهير الطائي أن تقيم الأفراح والولائم الكبرى لأن ما حققه فريقهم إنجاز لا يحققه إلا الكبار.