من كان له تجربة في تويتر لا بد أنه رأى ذلك الزخم الهائل من التغريدات ذات الشطآن المتلاطمة، كنهر يعلو وينخفض، والناس بين مشرّق ومغرّب، أو كما ورد في الحديث الذي رواه أبو موسى الحارث بن عاصم الأشعري «كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها». فالساحة التويترية حافلة بالمرتادين، وكل يدفع ببضاعته، ويظل يرقب أعداد القراء، وربما يتبعها بتغريدات عدة، فتويتر سوق مفتوحة، عشاقه كثيرون، شمسه لا تغيب أشبه ما يكون بالسوق الحرة، كل يدفع بما عنده فمستكثر ومقل، وغث وسمين. صحيح أن السوق هو من يفرق بين هذا وهذا، والله يقول {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}. عالم لا يتوقف ليل نهار. نعم هي معلومات وثقافة ولكن قوة تدفقها أفقدتها البقاء أمام المشاهد، وأيضًا ربما كثرة ما يُنشر وهو فاقد لجودته أثرت على مصداقية هذه الوسيلة وجعلت الكثيرين لا يثقون في بعض تلك التغريدات، ثم إنها لا تتبع برامج تحدد وتصنف موضوعاتها كأن تكون مراجع في السياسة والتجارة والعلوم والرياضة بحيث يعرف المتابع أن زيدًا من الناس حسابه يختص بكذا من المعارف، وهكذا بقية المغردين. أعتقد لو حاول البعض أن تكون رسائله في مجال معين لصار هناك إقبال على تلك الحسابات، ولوفروا على المتابع الكثير من الجهد والوقت. وأمام هذا الكم الهائل من التغريدات أقول ليت كل شخص يحرص على انتقاء المعلومات فلا يغرد إلا بما يحمل محتوى جيدًا. فمع هذا الانفتاح تعددت طرق النشر وصارت سهلة وجعلت الناس ينكبون على الأجهزة وربما سرقت منهم الوقت فانتبهوا رعاكم الله.