عبدالعزيز بن سعود المتعب
القصيدة الشعبية -للشعراء المتميزين- بتنوّع بحورها (الهجيني، المسحوب، الصخري، الهلالي...الخ) شكّلت أهم ركائز الأغنية بجانب الصوت واللحن، لذا فإن (الشاعر والفنان) ثنائي لا يأفل إبداع كل منهما مهما دارت السنين بدليل خلود روائع لا تحصى على سبيل المثال لا الحصر للشاعر الأمير عبدالله الفيصل والفنان طلال مداح -رحمهما الله- وكذلك للفنان سلامة العبدالله والشاعر أحمد الناصر - رحمهما الله، إذا الفيصل لألق خلود الأغنية في الذائقة الرفيعة يتطلّب تميّز القصيدة بتميز شاعرها بالطبع جنباً إلى جنب مع الصوت واللحن، لذا لم تأفل قصائد غُنِّيت لشعراء شعبيين رحلوا من هذه الدنيا الفانية -رحمهم الله- من سنين طويلة مثل محسن الهزاني وسليمان بن شريم ومحمد بن لعبون وفهد بن علوش وعبدالله اللويحان وأحمد الناصر وحمد المغيولي ومحمد السويلم والأمير محمد السديري وسليمان بن حاذور وعبدالله العليوي. بينما تفعيلاًَ لمقولة -وبضدّها تتميز الأشياء- ماتت أغاني لشعراء أحياء توفر لها الصوت واللحن ولم تتوفر القصيدة المتميزة للشاعر المتميز! إذا القصيدة هي سيدة الموقف في النجاح من عدمه استناداً إلى الماضي والحاضر وبالتالي المستقبل.
- وقفة: للشاعر الأمير خالد الفيصل:
إلى منّه جفاك اللي تودّه
ولا تدري وش اللي عنك صدّه
تجرّع مالح العبرات واصبر
ترى كثر الشكاوي ماتردّه
وإلى من الليالي عوّدت به
تغانم كل فايت وإستردّه
حَذَارِ تنشغل بعتاب خلّك
ترى كثر العتب يمحى المودّه
ليالي العمر لحظاتٍ قصيره
وما ودَّعت منها لاتعدّه
تنهّض مثل صقرٍ مد شوفه
غداة الصبح روحه مستهدّه
وإذا حَوَّلْ على جول الحباري
تولَّى خربها وإن طار ردّه
ترى الرجَّال يثبت للشدايد
إذا ماهدّها وإلاّ تهدّه