د.عبدالعزيز الجار الله
المتابع لتثبيت الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مايو 2021، يجد أن حراك المفاوضات سريع الوتيرة وجاد، حتى حل الدولتين تناوله هذه المرة يختلف عن المرات السابقة حضورا ونقاشا، بعد حرب مايو الماضي الأمر اختلف، والحديث عن حل الدولتين جاد ومطروح بقوة، إذن ما هو الفارق بين الحروب السابقة في غزة: من 2005 وحتى 2014 وغزة محاصرة ولا تجد من يناصرها، حصار من البحر والجو، وحتى البر فقد شاركت مصر في الحصار ولم تسمح بالمرور عبر معبر رفح.
أما المشهد الحالي في حرب غزة الأخير مايو 2021، فالجميع يتحرك وبسرعة: إسرائيل وأمريكا وأوروبا بالتحديد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ومصر والدول العربية، وذلك من أجل:
- تثبيت الهدنة.
- إعمار غزة.
- تبادل الأسرى.
يأتي هذا التعجل لأن خريطة وحدود فلسطين وإسرائيل قد تغيرت:
ففي شمال فلسطين أصبحت إيران وحزب الله هما الحد الشمالي بعد أن أصبح الطريق سالكاً أمام إيران من طهران إلى جنوب لبنان بعد عام 2010 الربيع العربي والهيمنة الإيرانية.
ومن الشرق نظام بشار الأسد وروسيا وإيران.
ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط وغزة.
ومن الجنوب غزة ومصر.
دخول إيران غير المعلن في حرب غزة الحدود الجنوبية والغربية لإسرائيل، والتواجد الروسي على الحدود الشرقية لإسرائيل قلب الموازين لصالح فلسطين، وأخاف إسرائيل وحلفاءها من استمرار التواجد على الحدود، وحتى مصر خشيت أن تكون إيران على حدودها الشمالية من خلال غزة التي أعلنت أنها انتصرت بفضل دعم السلاح والمال والتدريبات التي تلقتها من إيران.
إذن لم تعد فلسطين وإسرائيل نفس الصراع السابق، وهذا الذي ضغط على إسرائيل والغرب بوقف إطلاق النار من طرف واحد بسبب روسيا التي اعتبرت استمرار الحرب يهدد أمنها في سوريا، والخشية من اتساع دائرة بدخول الميليشيات الإيرانية في الحرب من جبهتي سورية ولبنان، يضاف إلى الصواريخ التي سقطت على تل أبيب وشمالها والمخزون الهائل من الصواريخ لدى غزة.