إبراهيم الطاسان
منذ تاريخ استقلال لبنان في 22 نوفمبر 1943م عُرف أنه: مطابع، ومنابر للكتاب والقلم في الوطن العربي.. حينما كانت قياداته حبيسة سجون الهَمِّ الوطني، تصوغ وتخطط لمصلحة لبنان واللبنانيين.. لا تحابي صاحباً ولا صديقاً من الأفراد، أو الكيانات الداخلية والخارجية. يمد يد الاستعانة بكل شقيق أو صديق، حينما كان النسيج لبنانياً بمسيحييه بطوائفهم المختلفة، ومسلميه سنة وشيعة، هم كل لبنان، ولبنان كلهم. ومنذ تاريخ الاستقلال، مرَّ على كرسي رئاسة لبنان ثلاثة عشر رئيساً ابتداءً بالرئيس بشارة خليل الخوري أول رئيس بعد الاستقلال، ولم يكن مركز الرئيس بلبنان يشكِّل عائقاً دون أي هدف يخدم مصلحة لبنان والبنانيين.. أو أن الرئيس يسعى من خلال كرسي الرئاسة لمكاسب شخصية أو عائلية، أو حزبية، أو طائفية، يوظف لها طائفته وحلفاءه، لتدخل في تكييف هيكل تشكيل الحكومة. حتى جلس الرئيس الحالي/ ميشيل عون أحد قادة الجيوش المتناحرة في لبنان إبان الحرب الأهلية.. حتى دخول سوريا بقرار جامعة الدول العربية، فلم يكن (الجنرال) ميشال عون حينها شكَّل وزارة عسكرية من المسيحيين موازية للوزارة الشرعية التي يرأسها سنيناً رافضاً ينهي الحرب الدموية الداخلية، والتي دامت لأكثر من 16 عاماً (1975/ 1990م).. فكأنه منذ كان يقود ميليشياته كان يتطلع لجهة أو جهات غير عربية! تأخذ بيده نحو كرسي رئاسة لبنان.. ففرَّ بعد أن هزمته القوات السورية واضطر إلى اللجوء إلى السفارة الفرنسية ثم إلى باريس، وبخروج سوريا من لبنان إثر مقتل الرئيس رفيق الحريري عاد الرئيس ميشيل عون من باريس إلى بيروت.. ممتطياً عهده الذي تحالف مع (حزب الشيطان) وهو حزب ولاءه وتكوينه، ومآله وماله إيراني الهوى والهوية ليدعم وصوله لكرسي الرئاسة. ولو لم يمر بلبنان رغم ما مرَّ به من مأسي إلا عهد العهد برئاسة الرئيس ميشيل عون لكان كافياً ليموت لبنان شهيداً حيث استحال على الدول والحكومات المحبة والمشفقة على لبنان واللبنانيين، أن تمد يد العون والمساعدات. لطغيان صفة الفساد على عهد العهد برئاسة الجنرال/ ميشيل عون. فأصبح لبنان بفضل ما اتصفت به فترة العهد، والحزبي الإيراني، حزب الشيطان فسادًا طال المال العام، وتجارة المخدرات.. حتى وصل الفساد بلبنان إلى مرحلة لم يعد لدى أي جهة مانحة الثقة بحكومات عهد العهد وحلفائه، ورغم كل المحاولات العربية والدولية لمعالجة أوضاع لبنان نحو إعادة الثقة باقراحات متعددة لصياغة هيكل إدارته، بعيداً عن لصوص المال، ونهب موازنات القطاعات المختلفة إصلاحًا يؤول إلى تشكل حكومة وطنية قادرة على ترميم الوضع, وتكون محل ثقة المجتمع الدولي، ومحصنة ضد تدخل وفرض شخصياتها من قبل تكتل تحالف (العهد، والحزب) حكومة تكون مؤهلة بثقة المجتمع العربي والدولي مكونة من المشهود لهم بالنزاهة والوطنية ليقوموا بالإصلاح المالي والإداري الكافي لضخ جرعة من الدعم ليستعيد لبنان عافيته، إلا أن الأهداف الشخصية والسياسية والمالية المغلفة بفساد عهد العهد أوجدت العراقيل دون تشكيل حكومة لا تكون حكومة مصابة بجراثيم زبالة الثالوث و(الثلث المعطل). هذا الموقف لعهد العهد دفع بلبنان نحو الموت شهيداً بفعل تآمر عون ونصر الله وباسيل على لبنان الجريح.