علي الخزيم
(حَرْمَة) مدينة صغيرة تتبع لمحافظة المَجْمَعَة بمنطقة نجد، غير أنها كبيرة الطموح عالية الهمم برجالها وأبنائها العاملين بدأب على إظهار مدينتهم بما يليق بكيانها وتاريخها مثلها في ذلك كمدن ومحافظات مملكة العز والعزم والإنسانية. كثير من شباب المملكة ربما لم يسمعوا بها سوى من دخول ناديها (الفيصلي) بأقوى المنافسات الرياضية بالمملكة ومقارعة الأبطال حتى تشرَّف مؤخراً بحيازة أغلى الكؤوس؛ كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم بالمملكة ولأول مرة بتاريخه، وقد سُمِّي بهذا الاسم تيمُّناً باسم الملك والقائد المُحنَّك والسياسي البارع جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز -طيَّب الله ثراه-. ويقول العارفون بفنون الكرة إن فريق النادي الفيصلي لكرة القدم يُعد من أفضل الفرق إصراراً وجهداً وعملاً متواصلاً؛ لا يكل ولا يمل المسؤولون عنه إدارياً وفنياً ورجالاته الداعمون له بالمثابرة لإظهار فريقهم وناديهم ومدينتهم حَرْمَة بما يناسب طموحاتهم وكدهم وجهودهم، فكان لهم ما أرادوا بتوفيق الله ثم إخلاصهم في العمل الجاد بكل جوانبه، فأثمر تعاونهم وتكاتفهم هذه النتائج المبهرة. ويرى المحلِّلون أن مباراة الفيصلي الحاسمة لنيل الكأس الغالية كانت قمة الإثارة ليس بفنون اللعب فقط؛ بل حتى بدروس التنظيم والقيادة والإصرار، حتى كتبوا بسجل مدينتهم وناديهم ورياضتهم أغلى الذكريات وأطيب ثمار الجهد والنوايا الصادقة، تجمعهم كلمة وتردفها أخرى هما: (حَرْمَة والفيصلي)! وتركوا كل متاهات التنافس على الألقاب والظهور الإعلامي الذي أيقنوا أنه مُبدد للجهود مُفشل لكل الخطط ومحبط لكل تطلعات أبناء مدينة حرمة الكرام، هكذا هي دروس النجاح الذي يتبعه الفلاح.
ولا يُستغرب تَعرّف كثير من سكان المملكة على هذه المدينة الصغيرة الجميلة بطبيعتها وتاريخها جراء دخولها القوي بالمنافسات الرياضية وتحقيقها هذه النتائج الطيِّبة، وكم مدينة ودولة لم تكن معروفة لدى المناطق الأخرى أو الدول حول العالم؛ ثم تراها تحقق شهرة عالية بدخولها التنافسي القوي بالمعطيات والإمكانات المتوفرة لها أما بمنافسات ثقافية أو علمية أو رياضية أو اقتصادية، وتحقق خلالها إنجازاً يلفت لها الأنظار وهو ما يدعو للبحث والتعرّف على تفاصيل تاريخها ونشأتها، وأجزم أن محركات البحث ليلة النزال الكروي بين الفيصلي وغريمه التعاون المنافس القوي ورفع قيادات الفيصلي للكأس الغالية؛ أجزم أن تلك المحركات الإلكترونية كانت محل اهتمام الكثيرين من شباب المملكة بهدف التعرُّف على النادي المتفوِّق وأي مدينة هذه التي تضم هؤلاء الأبطال الذين برزوا للمجتمع يقدِّمون صوراً رائعة للتحدي والمنافسة الشريفة، ونماذج حيَّة بَهِيَّة من الإصرار والعزم على تحقيق الآمال والتطلعات التي كانت تنتظرها جماهير (المَجْمَعَة وسدِيْر) كافة، فالإنجازات لا بد أن تجد الاهتمام والإشادة والمتابعة والتعرّف عليها عن كثب من كافة الأطياف والشرائح الاجتماعية، فمن لا يميل كثيراً لمتابعة كرة القدم لا بد أن تقوده ميوله الأخرى لمعرفة الآثار والتاريخ والموقع الجغرافي وغير ذلك مما يتعلَّق بهذه المدينة صاحبة الإنجاز، وهذا مدعاة للفخر لكل من يحقق إنجازاً يلفت الأنظار ويجلب الأضواء الإيجابية نحو مدينته ومجتمعه، (وكل بقعة من مملكة الإنسانية هي وطنٌ نحتفي بإنجازاته).