حائل - فرحان الجارالله:
اعلن فريق الطائي عن صعوده الى مصاف أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين حين خطف بطاقة الصعود الثالثة بعد موسم عصيب ومثير، وليعود هذا النادي العريق بإرثه وتاريخه وجماهيريته وثارته الى مكانه الطبيعي بين الكبار بعد غيبة ليست بالقصيرة.. وهي العودة التي اعتبرها الكثير من النقاد الرياضيين اضافة قوية لدوري المحترفين..
لكن صعود فارس الشمال هذه المرة جاء مختلفاً بل إنه يعد حدثاً تاريخياً نادراً حينما كان الفريق يتذيل ترتيب فرق الدوري مع نهاية الجولة الخامسة بدون رصيد من النقاط لكن الفارس الهمام امتطى صهوة جواده وانطلق بسرعة البرق نحو المراكز المتقدمة معيداً الذاكرة لانطلاقات الحصان الأسطوري «أروقيت»، وليهدي جماهيره هذا الإنجاز الفريد، وناثراً الأفراح في منطقة حائل..
ماحدث من الطائي لايمكن وصفه الا انه حالة متفردة لايجيد صياغة فصولها المثيرة واللافتة سوى كبير من طينة الكبار اسمه الطائي..
فقد تجاوزت إدارة النادي بقيادة تركي الضبعان أخطر مرحلة مرت على الطائي بخطوات عملية موفقة وناجحة وبتحركات مقننة ومحسوبة بالمسطرة والقلم بتعاقدها مع المدرب التونسي الذكي محمد الكوكي وتجديد الجهاز الإداري بضم الخبيرين صالح المجراد وعيسى المزيد وتدعيم صفوف الفريق بعدد من العناصر المؤثرة أداءً وخبرة وحماساً وثقة وبوقفة شرفية تاريخية من اعضاء شرف النادي بقيادة المهندس سعود الصقيه، فيما تحولت جماهير الطائي الغفيرة الى «أعضاء شرف داعمين»، دعماً مادياً ومعنوياً ليسجلوا ايضاً حالة فريدة على مستوى الرياضة السعودية..
وخاض مدرب الفريق محمد الكوكي معارك تكتيكية قوية بعد أن تولى قيادة الفريق بعد سلسلة من إخفاقات البدايات حتى ظن كثيرون ان الفريق دخل نفقاً مظلماً وسلك طريقاً مخيفاً لكن الكوكي استطاع انتشال الفريق من حالة الاحباط التي شهدها وليقدم نجوم الفريق صوراً مميزة من قوة الإرادة والعزيمة في مواجهة التحديات والانضباط التكتيكي في غالبية المباريات وتجاوزوا الكثير من المواقف الصعبة والحساسة والمفصلية وعرضوا لمتابعيهم اداءً فنياً مبهراً وقدموا لجماهيرهم هدية الصعود في أجمل توقيت..
وليكتسب هذا الصعود نكهة خاصة عطفاً على طريقة تحقيقه، فقد عانى اللاعبون وعانى المشجعون ومعهم مسيروا النادي والفريق كثيراّ طوال الموسم حتى صافرة مباراة عرعر، فلم تكن عودة الفريق بطريقة يسيرة بل كانت قصة مثيرة مليئة بالكفاح والتضحية تروى لأجياله بفصولها وأحداثها طوال 38 مباراة.. ولعل إثارتها وتشويقها وتفردها تعيدنا الى بدايات صعود فارس الشمال قبل حوالي 44 عاماً من الدرجة الثانية الى الدرجة الأولى ومنها الى الدوري الممتاز خلال عام واحد دون توقف في إنجاز غير مسبوق على الإطلاق سجل باسم كبير الشمال..
وعاشت جماهير فارس الشمال ليلة لا تنسى من الفرحة بعد أن حسم رجال الكتيبة الرمادية مسألة خطف بطاقة الصعود الثالثة الى دوري المحترفين السعودي بعد طول غياب مر استغرق حوالي 13 عاماً، وذلك بعد أن فازوا في ختام مباريات الفريق في دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى على عرعر بهدفين نظيفين وصعدوا الى دوري المحترفين عن جدارة واستحقاق..
واختتم الطائي موسمه بعد أن جمع 77 نقطة من 23 فوزاً و 8 تعادلات، فيما سجل هجومه (58) هدفاً، كان من بينها هدف فهد الجهني في مرمى الثقبة وهدف اسماعيل كواكو في مرمى العدالة الذي عدهما كثيرون كأجمل اهداف هذا الموسم، فيما كانت مباراة الفريق أمام الدرعية من أجمل لقاءاته خاصة بعد أن شهدت عودة الطائي من بعيد بـ«ريمونتادا» مثيرة 3 / 2.