عبدالله هزاع
كل رئيس نادٍ يحقق مع ناديه منحزاً فهو نتاج عمل مسبق مكمل لعمل الرؤساء السابقين والإدارات السابقة، ويقطف ثمار ذلك أو يبني عليه ليحقق الإنجازات.
لكن رئيس نادي الفيصلي الأستاذ فهد المدلج قد يكون الرئيس الوحيد المختلف عن كل رؤساء الأندية، فمنذ ما يقرب من 30 عاماً تسلم الرئاسة عندما كان النادي يقبع في غياهب الدرجات الدنيا في مختلف المسابقات الرياضية.
من يعرف المدلج عن قرب وعمل معه من إداريين ومدربين ولاعبين يجده مختلفاً وصاحب رؤية وصاحب حرفة وصنعة يعمل بصمت بلا كلل، فهو يحب عمله وفريقه، وقبل ذلك يعشق مدينته حرمه.
كما أشرت سابقًا، أغلب رؤساء الأندية جاءت إنجازاتهم نتاج عمل مسبق من رؤساء سابقين، لكن حالة الرئيس المختلف المدلج مختلفة تمامًا، فتحقيق بطولة كأس الملك جاء نتيجة جهود سنوات زرع فيها وصبر، وتحمّل كثيرًا، وقطف ثمارها أخيراً..
بعد نهاية المباراة وقف الرئيس المختلف بعيداً وهو يشاهد مشاعر فريقه، واحتفالاته بهذا المنجز العظيم، وقد بدأت عليه ملامح تعب السنين.
وقف بعيداً حاسر الرأس بعد أن ضاع شماغه وعقاله في غمرة الأفراح، وقف وآثار دموع الفرح بادية عليه، كأنه يستعرض ذكرياته، وتمر في مخيلته أحداث ومواقف وانكسارات ونجاحات كل لحظة من لحظات النادي.
مرت أمامه دموع والدته ودعواتها له بتحقيق الانتصارات، والعوده لها سالماً، مرت أمامه صورة ابنته وهي تبكي تحت المطر وترفع كفيها للسماء، وتطلب الله أن ينتصر فريقه.. كل هذه اللحظات مرت أمامه سريعاً وكأن ضجيج المشهد أمامه لاحتفالات اللاعبين وضعت على الصامت وهو يقول في نفسه أخيراً وصلت..أخيراً نجحت.