حوار - أحمد السليس:
أوضح رئيس مجلس إدارة السلام لصناعة الطيران المهندس أحمد عبد القادر جزار، أن السلام لصناعة الطيران لا يقتصر عملها فقط على الطائرات المدنية، بل أيضاً تقوم بالعمل على الطائرات العسكرية والذي بدأ في عام 1997م، مؤكداً أن الشركة تربطها علاقة متينة مع كافة القطاعات العسكرية في المملكة، مشيراً إلى أن رؤية المملكة 2030 لها أثر إيجابي على قطاع صناعة الطيران في السعودية، وامتدح المهندس أحمد عبدالقادر جزار خلال حديثة، رؤية سمو ولي العهد في هذا القطاع الحيوي والتي تجسدت في إنشاء الهيئة العامة للصناعات العسكرية لتكون الجهة المشرعة والممكنة لقطاع الصناعات العسكرية في المملكة، حيث عملت منذ تأسيسها في عام 2017 على العديد من المشاريع والبرامج التي ساهمت نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 المتمثلة في توطين 50 % من إجمالي الإنفاق العسكري للمملكة خلال العقد القادم -بإذن الله.. فإلى مضامين الحوار:
ما أهمية الدور الذي تقوم به شركة السلام في قطاع صناعة الطيران في المملكة؟
- في البداية أود الحديث عن تأسيس شركة السلام لصناعة الطيران الذي كان في عام 1988، حيث تم إنشاء الشركة في ذلك الوقت بمسمى شركة السلام للطائرات تحت مظلة برنامج التوازن الاقتصادي كجزء من إستراتيجية المملكة لتطوير القدرات الذاتية والوطنية في مجال صيانة وتحديث وتعديل الطائرات العسكرية والمدنية والمعدات المساندة لها وتقديم خدمات المساندة لتشغيل وصيانة الطائرات العسكرية التابعة للجهات العسكرية، وتجميع بعض الطائرات وتصنيع بعض أجزائها وقطع غيارها من خلال نقل التقنية المتقدمة في تلك المجالات وبسواعد أبناء هذا البلد الغالي.
ولا شك أن لشركة بوينج دور كبير في تأسيس العمل بشركة السلام في هذا المجال الحيوي (مجال صناعة الطيران)، حيث بدأت السلام لصناعة الطيران أعمالها في مجال الصيانة المدنية في عام 1993م بطائرة بوينج من طراز 737 التابعة للخطوط الجوية السعودية، ثم تبعها العديد من الطائرات المدنية المختلفة مثل طائرات البوينج من طراز 747، 757، 727 وطائرات أيرباص من طراز A320 ، كما أن شركة السلام كانت الشركة الوحيدة في ذلك الوقت في الوطن العربي والشرق الأوسط التي تقوم بأعمال الصيانة الثقيلة لطائرات بوينج 747 .
وأود أن أوضح أن السلام لصناعة الطيران لا يقتصر عملها فقط على الطائرات المدنية، بل أيضاً تقوم بالعمل على الطائرات العسكرية والذي بدأ في عام1997م، ومن هنا نحمد الله سبحانه وتعالى أن الشركة تربطها علاقة متينة مع كافة القطاعات العسكرية في المملكة ونحن فخورون بهذه الشراكة ونفتخر أيضاً أن الشركة تعمل جنباً إلى جنب مع القوات الجوية الملكية السعودية منذ تأسيسها في مشاريع متعددة، ولا يفوتني هنا أن أتقدم بجزيل الشكر ووافر التقدير لسمو قائد القوات الجوية الملكية السعودية صاحب السمو الملكي الفريق الركن / تركي بن بندر بن عبدالعزيز - حفظه الله - على ثقته بهذه الشركة ودعمه المتواصل لنا بالإضافة إلى شكري وتقديري إلى جميع كبار ضباط ومسؤولي وزارة الدفاع. وبهذا الدعم والمساندة من القيادة الرشيدة ولله الحمد دخلت الشركة مساراً جديداً في مجال تصنيع أجزاء من طائرات F15 ، مثل الأجنحة ومقدمة الطائرات، وستتواصل جهود الشركة في مجالات التصنيع إلى أجزاء أخرى من الطائرة وذلك من خلال الخطط والإستراتيجيات الجديدة في قطاع صناعة الطيران والدفاع التي شكلتها الهيئة العامة للصناعات العسكرية بالإضافة إلى إستراتيجيات العمل مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية.
ما رؤيتكم نحو التطور والتقدم الذي يحدث في هذا القطاع بدعم ومساندة القيادة ورؤية 2030؟
- لا شك أن قطاع صناعة الطيران في المملكة في تطور وتقدم ملحوظ جداً وبشكل متسارع، ولا شك أن كلمات خادم الحرمين الشريفين -أيَّده الله- عندما قال «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة وسأعمل معكم على تحقيق ذلك»، كان لها الأثر الكبير في دعم مسيرة التنمية ونهضة البلاد في مختلف المجالات.
وبرؤية وطنية وطموحة من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- نشاهد تطوراً ملموساً في قطاعي الصناعات العسكرية وصناعة الطيران في المملكة للمضي نحو أهداف محددة وواضحة، حيث جسدت هذه الرؤية الوطنية في هذا القطاع الحيوي إنشاء الهيئة العامة للصناعات العسكرية لتكون الجهة المشرّعة والممكنة لقطاع الصناعات العسكرية في المملكة، والتي عملت منذ تأسيسها في عام 2017 على العديد من المشاريع والبرامج التي ساهمت نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 المتمثلة في توطين 50 % من إجمالي الإنفاق العسكري للمملكة خلال العقد القادم - بإذن الله.
وبدعم من سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ورؤيته الحكيمة نحو هذا القطاع والذي له الأثر الكبير في دعم الاقتصاد الوطني على مدى السنوات القادمة عبر تنمية المهارات، وإيجاد فرص العمل ورفع وتيرة الاستثمارات في قطاع الصناعات العسكرية بدخول استثمارات أجنبية للمملكة لبناء كيانات استثمارية سعودية أجنبية مشتركة في القطاع لخدمة المنظومة الدفاعية السعودية.
ولا شك أن القيادة -أيَّدها الله - تعمل على رفع العوائد الاقتصادية الكبرى والتي ستعود -بإذن الله- على هذه البلاد المباركة بالنفع من خلال تلك الإستراتيجية الوطنية في قطاع الدفاع بالمملكة والتي جاءت تحقيقاً لرؤية وتوجيهات سمو سيدي ولي العهد بالعمل على توطين وتطوير قطاع الصناعات العسكرية في المملكة.
ماذا عن العلاقة بين الشركة وكافة الشركاء وأهمها بوينج في دفع مسيرة التقدم والمساهمة في تحقيق أهداف الرؤية في قطاع صناعة الطيران؟
- كما نعلم جيداً عن أهمية التعاون مع الشركات العالمية المتقدمة في مجال صناعة الطيران وأبرزها شركة بوينج والتي كما أسلفت مسبقاً كان لها دور في تأسيس شركة السلام لصناعة الطيران وشركات سعودية أخرى في هذا القطاع. كما أنني أستشهد بالزيارة التاريخية التي قام بها سمو ولي العهد - حفظه الله - إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكانت شركة بوينج ضمن الشركات والمؤسسات الأمريكية التي زارها سموه الكريم، وأطلع على مرافق الشركة ومصانعها.
ولهذا لدينا حقيقة في شركة السلام لصناعة الطيران تعاون مستمر مع شركة بوينج على عدة مشاريع وبرامج تعمل عليها الشركتان جنباً إلى جنب نحو المساهمة في نقل التقنية وتوطين هذه الصناعة وذلك لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ، كما أنه لدينا -ولله الحمد - عدة اتفاقيات مع شركات عالمية متقدِّمة و متنوِّعة من ضمنها اتفاقيتنا وعلاقتنا مع شركة بي أيه إي سيستمز السعودية والتي تختص بصيانة وتعديل وتطوير الطائرات كمشروع صيانة وعمرة طائرات التورنيدو التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية. ونحن حقيقة نفخر أن يكون للشركة أثر إيجابي على الاقتصاد السعودي والذي يهمنا في الدرجة الأولى وهذا لم يأت إلا بتوجيهات ومساندة قيادتنا الرشيدة وحرصها الدائم على تطوير قطاع الطيران في المملكة، والتي تعتبر شركة السلام جزءاً رئيسياً مهماً في هذا القطاع.
ومن خلال حديثنا عن علاقات الشركة الخارجية وتعاونها مع الجهات والشركات العالمية في هذا المجال، يجب أن أوضح أن شركة السلام لصناعة الطيران دائماً تحرص على الاعتمادات الدولية من مختلف الجهات والمنظمات العالمية المتخصصة في مجال صناعة الطيران، وأن الخدمة المميزة لا تأتي إلا عندما تكون كافة المواصفات والمعايير التي يتم العمل عليها متوافقة ومتطابقة مع المعايير الدولية.
هل يمكنكم الحديث عن خططكم الإستراتيجية نحو تمكين الشباب والمرأة بالشركة للمساهمة بشكل أقوى في مستقبل الشركة؟
- كما نعلم جيداً أن قيادتنا الرشيدة -حفظها الله - حريصة جداً على مبدأ تمكين الشباب والمرأة والتي بلا شك تعد عنصرًا مهمّاً من عناصر قوتنا التي نعمل عليها في قطاع صناعة الطيران. لدينا -ولله الحمد - خطط وإستراتيجيات تهدف للمساهمة في تنمية مواهب المرأة السعودية واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة في هذا القطاع الحيوي لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعنا واقتصاد هذا البلد الغالي وتحقيق تطلعات وطموحات قيادتنا الرشيدة. وحقيقة أن رؤية 2030 أولت اهتمامًا كبيراً لتمكين المرأة السعودية وشباب الوطن في كافة المجالات، ونحن هنا ننتهز هذه المناسبة للاحتفاء بإنجازات وبصمات أبناء هذا الوطن بهذا القطاع الحيوي في جميع مشاريع وبرامج الشركة سواء للطائرات المدنية أو العسكرية. كما أننا نحمد الله على زيادة نسب توطين الوظائف النسائية بالشركة والتي بلا شك ستدعم التمكين الاقتصادي للمرأة السعودية، ونحن نعمل ضمن إستراتيجيات تدعم عمل المرأة وتذليل كافة الصعوبات أمامها وذلك من خلال زيادة مشاركة المرأة في اتخاذ القرار وتولي مناصب قيادية. ولدينا مبادرات عدة نحو مفهوم تمكين المرأة في قطاع صناعة الطيران بالشركة ومن ضمن هذه المبادرات فتح المجال بالدعم والمساندة أمام جميع الطالبات في الجامعات السعودية في مختلف التخصصات وخصوصاً تخصصات الهندسة بتلقي التدريب اللازم لبرامج التدريب التعاوني والصيفي من خلال التعاون والشراكات التي تعقدها الشركة مع كافة المؤسسات التعليمية، وبالإضافة أيضاً إلى تنفيذ العديد من البرامج التدريبية المتخصصة بصناعة الطيران لجميع الموظفات في مختلف مشاريع الشركة.
ماذا عن إمكانيات وقدرات الشركة وكافة الخدمات التي تقدّمها في القطاع لكافة العملاء كالقوات الجوية؟
- كما نعلم -وذكرت مسبقاً - أن الشركة تأسست كجزء من إستراتيجية المملكة لتطوير القدرات الذاتية في مجال صيانة وتطوير وتحديث الطائرات العسكرية والمدنية والمعدات المساندة لها والنهوض بصناعة الطيران والدفاع بالمملكة بوجهٍ عام من خلال نقل التقنية المتقدمة وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في هذه المجالات، ونحن في شركة السلام نولي اهتماماً وعناية بمرافق الشركة وحظائر الطائرات وذلك لتقديم خدمة ذات جودة عالية لعملائنا، ونحن نؤمن حقيقة بأهمية التوسع بكافة الإمكانات والقدرات لمواجهة الطلب المتزايد من قبل جميع المؤسسات المدنية والعسكرية السعودية. ومن منطلق دور الشركة الريادي كقدرة وطنية تعمل على سد احتياجات المملكة في مجال صيانة وتصنيع وعمرة وتعديل وتحديث الطائرات المدنية والعسكرية والمعدات المساندة لها فإنه يرجع التعاون في هذا المجال بين شركة السلام والقوات الجوية الملكية السعودية إلى بدايات عام 1988م، حيث قدمت شركة السلام خدمات مساندة فنية ميدانية لطائرات الإنذار المبكر والتزوّد بالوقود، إلى أن امتد التعاون لمدة 30 عاماً ليشمل مشاريع مهمة وحساسة في مجالات المساندة الفنية لصيانة وتشغيل الطائرات العسكرية في مختلف القواعد الجوية، وتحديث الطائرات العسكرية في مرافق الشركة بالرياض.
وماذا عن قدرات وإمكانيات الشركة وخدماتها للطائرات المدنية وطائرات كبار الشخصيات؟
- نحمد الله تعالى أن الشركة تمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهلها لتقديم كافة الخدمات المتقدّمة للطائرات المدنية وطائرات كبار الشخصيات.
لدينا قسم خاص معني بالتصميم الداخلي لطائرات كبار الشخصيات في إدارة الصيانة والتصنيع بالشركة، ويعمل على تقديم كافة الحلول الجاهزة لمقصورات طائرات كبار الشخصيات، كما أن الشركة تمتلك كافة الشهادات والاعتمادات التي تخص عمل الطائرات المدنية وطائرات كبار الشخصيات، فهناك الورش المتخصصة بالأعمال الخشبية والتلبيسات المصنوعة وغيرها من الخدمات التي تقدمها الشركة لطائرات كبار الشخصيات.
هل لنا أن نتعرّف على الأهداف المستقبلية للشركة بالمساهمة مع كافة الجهات الحكومية والشركات ذات الاختصاص نحو تحقيق أهداف الرؤية في قطاع صناعة الطيران؟
- نحن نحرص كل الحرص على العمل والمساهمة بقدرات وإمكانات الشركة في هذا القطاع الحيوي، من خلال التعاون المستمر مع كافة الجهات الحكومية والعسكرية ذات الاختصاص والاهتمام المشترك للعمل معاً نحو تنفيذ المشاريع والبرامج المشتركة لخدمة هذا الوطن الغالي وبما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 . وبحمد الله تعالى بعد مضي ربع قرن على تأسيس الشركة، نعتقد بأن شركة السلام لصناعة الطيران حققت الكثير من الأهداف وأصبح للمملكة العربية السعودية اليوم قدرة وطنية قادرة على تلبية احتياجات طائراتها صيانةً وتعديلاً وتحديثاً، ولا شك أن خططنا مستمرة بالمزيد من الإنجازات والمساهمة بتقديم خدماتنا في مجال صناعة الطيران إلى كافة القطاعات العسكرية والأمنية، وتقديم برامج صيانة متكاملة إلى مالكي الطائرات الخاصة من الأفراد والمؤسسات، والتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في مجال صناعة الطيران، وتعزيز الجهود في تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030.
ولدينا تواصل وتنسيق مستمر مع الجهات المعنية بهذا القطاع كالهيئة العامة للصناعات العسكرية وذلك للمساهمة بشكل أكبر في خطط وبرامج الهيئة بقطاع الصناعات العسكرية بالإضافة إلى تواصلنا مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة وذلك للعمل معاً نحو تحقيق الأهداف المرجوة في هذا القطاع بما يتواكب مع أهداف رؤية 2030 والمساهمة في كافة الخطط المستقبلية التي تتبناها الشركة في قطاع الصناعات العسكرية، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق المستمر مع الهيئة العامة للطيران المدني والتي نحرص دائماً بالشركة على العمل وفقاً لكافة الخطط والسياسات والإجراءات الخاصة بالهيئة.
كما أوكد أن الشركة جزء من منظومة العمل بقطاع صناعة الطيران بالمملكة والتي بلا شك تحرص على أن تكون من كبرى الجهات المساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 المتمثلة بالعمل على تعزيز قدرات التصنيع العسكري الوطنية، والسعي لتوطين هذا القطاع، وجعله رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني.