الحديث عن المهور حديث ذو شجون، ودائمًا تجده على طاولة النقاش، ويتجدد السجال بين وقت وآخر، وتعلو الأصوات كلما كثر المتحاورون، وربما يكون لبعضهم تجارب أو سماع شكاوى من أشخاص أضناهم التعب وراء جمع المهور. حقيقة، هناك مشكلة قد لا تكون في المهور وحدها بل في التجهيزات من وليمة وصالات أفراح وهدايا وسفر.... إلخ.
المهر قد يذهب كله في مشتريات تلزم الفتاة، ولا أحب أن أصفه بالكثير، فالمُقْدِم على الزواج في الخيار إن شاء قبل أو أبدى اعتذاره، ولكن المغالاة في الولائم وقصور الأفراح والسفر خارج البلاد، التي تقدر بمبالغ كبيرة، هو ما يرفع التكاليف خاصة على متوسطي الدخول. وهنا تكمن المشكلة التي يجب على أولياء الأمور التنازل عنها أو بعضها تخفيفًا على الراغبين في الزواج. ولا ننسى أن الدين الإسلامي حث على عدم المغالاة في المهور؛ ففي الحديث (أعظم النساء بركة أقلهن مؤونة). ولا أعتقد أن المجتمع يعدم من وجود رجال ينظرون إلى مصلحة فلذات أكبادهم أكثر مما تشدهم المظاهر وكثرة الشروط التي تثقل المتزوجين، وربما تكون سببًا في الخلافات بين الأزواج وضبابية العلاقة بينهما. وأيضًا ترك الشروط غير الضرورية مثل شراء سيارة جديدة مواصفاتها كذا، وإحضار خادمة.. ولا ننسى أن بركة الزواج تكمن في العلاقة القوية بين الشريكين وذويهم، وتكوين أسرة سعيدة تأنس بأبنائها، ترعاهم وتعدهم ليكونوا صالحين، هذا هو ما يجب السعي لتحقيقه، وترك المظاهر التي تضر ولا تنفع.