إيمان حمود الشمري
في رحلة سياحية مميزة قضيتها على ساحل مدينة الجبيل الصناعية، تلك المدينة التي كنت في يوم من الأيام من قاطنيها لمدة سبعة وعشرين عاماً، عدت إليها في هذا التوقيت كسائحة لأراها كما لم أرها من قبل، حيث ازدادت تطوراً ورقياً. في كل زاوية أمرها صدفة أرى نفسي بها، اكتشفت أنني لم أسكنها وإنما هي من تسكنني بالذكريات.
أجوب شوارعها وأستمتع بالترتيب والتنظيم الذي تتمتع به تلك المدينة الساحرة، لوهلة أتخيل نفسي خارج حدود المملكة، حيث تجمع تلك المدينة التي تقع على ساحل الخليج العربي سحر الشرق والغرب معاً، وتجد نفسك مزدحماً بعدة دول في آن واحد.
تعود تسمية الجبيل الصناعية إلى تصغير كلمة جبل نسبة للجبل الذي يقع في الشمال الشرقي لها. وتتمتع بموقع مميز لقربها من الممرات البحرية الدولية على الخليج العربي، بالإضافة لقربها من مصادر الطاقة والمواد الخام الضرورية للصناعات لتصل بذلك إلى معايير المدن الصناعية الأفضل عالمياً، حيث حصلت على عشرات الجوائز الدولية كونها أفضل مدينة جاذبة للاستثمار، وجائزة الريادة العالمية في مجال سلامة الأطعمة التي تقيمها منظمة الصحة الوطنية الأمريكية العالمية، وغيرها الكثير من الجوائز في مجال التشغيل والصيانة وتطبيقات الإدارة البيئية على مستوى الدول العربية بالإضافة لجوائز عالمية أخرى، كما أعلنت منظمة اليونسكو اعتماد مدينة الجبيل الصناعية كأول مدينة تعلم سعودية بالتعاون مع وكالة البرامج التعليمية بوزارة التعليم.
وتم تأسيس الهيئة الملكية بأمر ملكي لتطوير مدينة الجبيل الصناعية، لتصبح تلك المدينة بيئة نموذجية للسكن، حيث يتمتع سكانها بمنازل أنيقة ومريحة رغم بساطتها، تتوفر بها جميع التفاصيل إضافة إلى الاهتمام البالغ بجانب الأمان وذلك بتوفير طفاية حريق في كل بيت بشكل إجباري، كما تضع الهيئة الملكية شروطاً صارمة لألوان المنازل وارتفاعها كي تحافظ على المنظر العام للمدينة. وتتميز شوارعها ببنية تحتية قوية طبقاً لأفضل المواصفات من حيث الرصف والتصريف مما جعلها مدينة (لا تغرق) مهما كانت غزارة الأمطار، وتعتبر شواطئها من أجمل شواطئ المملكة، حيث تزهو بطبيعة خضراء رائعة ونوافير ومنحوتات، وتحظى الخدمات التعليمية باهتمام خاص لما تتميز به المدارس من مواصفات عالمية عالية الجودة فضلاً عن أنها تتوافق وأنظمة السلامة، وتتمتع الجبيل الصناعية بعيادات صحية تتوزع في جميع الأحياء بالإضافة للمستشفيات التي تغطي تقريباً كافة التخصصات الطبية. ويختص سكانها بأهم ميزة وهي إمداد المدينة بما تحتاج من مياه الشرب والاستخدام اليومي لتغطية الاستهلاك السكاني من محطة التحلية مما يعني أن سكانها لا يحتاجون لشراء المياه المعبأة.
الجبيل الصناعية من مدينة بسيطة اشتهرت قديماً بصيد اللؤلؤ والأسماك إلى مدينة صناعية تطورت تطوراً هائلاً لتضاهي المدن العالمية من حيث الرقي والنمو الاقتصادي، مدينة تستحق الزيارة لأنها ستبهرك من النظرة الأولى.