رمضان جريدي العنزي
الإنفاق في مضامير البر والخير والإحسان والنفع الإنساني ليس محصوراً بأفق، وليس له حد وسقف ومنتهى، إنها دعائم متينة، وأسس قوية، لبناء مجتمع صحي وقوي ومترابط.
إن العمل الخيري ليس مرتبطاً بشيء واحد، أو موجهاً لعمل واحد، لكنه ممتد إلى مسافات ومساحات كبيرة وكثيرة ومتعددة.إن أعانة وإعالة الأرامل والفقراء والمساكين والمعوزين والمرضى وأصحاب الحاجات وتفقدهم، والحنو على الأطفال اليتامى وزرع البسمة في وجوههم، وبناء دور الإيواء الاجتماعية والمساكن، وستر أصحاب الفاقة ومد يد العون لهم وإيصال النفع لهم، يعد عملاً إنسانياً نبيلاً مميزاً وعظيماً.إن المكسب في الدنيا لا يعني ضخامة الرصيد وجمع المال وتكديسه في البنوك دون صرفه في أوجه الخير المتعددة ومنفعة الناس، بل الخير كله في الأعمال الإنسانية النافعة التي يوظف المال والرصيد لها ومن أجلها.إن صاحب المبادرات الإنسانية يعد إنساناً نافعاً ومميزاً وذا تفرد خاص، يشار إليه بالبنان، وذكره الطيب يصبح على الألسنة في المجالس والمناسبات.
إن المال لا يبقى مع صاحبه للأبد، ولا صاحبه مخلداً في الدنيا للأبد، وكلاهما مفارق الآخر، لكن الإنسان العاقل الحكيم اللبيب الفاحص البصير هو من يجعل ماله يسبقه إلى الآخرة، وذلك وفق الأعمال الخيرية وأشكالها المتعددة، التي تكثر الحسنات، وتمحو السيئات، وتثقل الموازين، وتفتح أبواب الجنان.
إن المال الذي يوظف اجتماعياً خدمة ودعماً وعطاءً يبارك الله فيه، ينميه ويزيده، ويعلي مراتب صاحبه.
إن السعادة ليست محصورة بالمال فقط جمعه وتكديسه وخزنه، بل بالنفع والبذل والعطاء.
إن البر والإحسان قيم عظيمة، ومبادىء جليلة، وهي أعمال جميلة وصالحة، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ، وقال تعالى أيضاً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .
إن تحقيق الخير للناس، ونشر التكافل والتضامن بينهم، يؤدي إلى المحافظة على تعزيز دور القيم الدينية، والأخلاق الحميدة، والنهوض بالمجتمع، وله تأثير فعال بنمو المجتمع وازدهاره وتعافيه، قال أحدهم بعد تجربة طويلة من إمساك المال وجمعه وتكديسه، دون صرفه على نفسه وأهله نتيجة الشح والبخل وبعد موقف مرير حدث له وأرجعه لعقله ورشده:
نبي نبيد المال قبل يبيدنا
ولا يجي للمال هر يبيده
فيا أهل المال الوفير، الدنيا دروس وعبر ومواقف، وظفوا أموالكم في حياتكم من أجل منفعتكم في الدنيا، وصالحكم في الآخرة.