يدور الذهب في فَلَكِ (الهلال) مع عقارب المجد..
يراعي الأجيال التي تتوالى على عشقهِ فيحرص أن يكون لكل جيلٍ فرحتهُ الخاصة..
يندُر أن تقف على جيلٍ لم يشهد صولات وجولاتٍ مع الذهب الأزرق لذا هذا (الهلال) خريطة وراثة فرح للأجيال تُقاس به معدلات نمو السعادة مع العُمر..
ما حدث في موسمين ماضيين ضربٌ من الجنون بكل معطياته ومآخذه وعثراته.. ورغم ذلك صمد الجبل في وجهِ رياح التغيّر وانتقى لحظته ودافع عن كبريائه حتى أتاه الذهب طوعاً..
إنه (الزعيم) الذي يخرجنا من عنق الغضب إلى سعَةِ الفرح..
يجبرنا أن نغضب ونعتب ونقسو.. ثمّ يمنحنا الرضا بطولة..
يوردنا على بئر خال ثم يجمع لنا سحبا يروي عطشنا..
سياسة الكبار ومتلازمة (الثقة) بأن تثق فيه رغم العثرة وتبقى شاهداً له بكل المحافل..
علّمنا (الزعيم الملكي العالمي) أن الفرح لهُ أساسٌ يبنى عليه.. لذا كنّا نعلم أن ما حدث من كبواتٍ كانت الأساس الذي يبني عليه (هلالنا) مشروع الفرح القادم..
علّمنا حب (الهلال) أن الغضب يفتح أبواب الشغف للمجد فحين نغضب لأجله ينفجر بركانه بطولةً ومجداً..
علّمنا (الهلال) أن نجدّد هويّة الفرح لدينا..
علّمنا ابن سعيد- رحمه الله- كيف نفرح بالذهب.. وعلمنا كيف نثق به مهما تكالبت عليه الظروف.. ومن لا يثق به لا حاجة للهلال به...!
يا لهذا (الهلال) الذي يُتعِب مطارديه.. فتتحول لياليهم إلى رواسب كُرهٍ تقودهم كلماتٍ هم في غنى عنها..
يصرخون بالحظ، بالتحكيم، بالتخاذل واللجان.. قاموس أسود لن ينتهي!
لا يدرك هؤلاء فارق العُمر بالسنين مقابل الذهب..
لا يدرك هؤلاء فارق العرق على أرض الميدان عنه في زوايا البرامج..
أتعبهم (الهلال) وأنصف أنصاره..
أشقاهم (الهلال) وأسعد عشاقه..
أوردهم (الهلال) سراباً وأوردنا على ذهب..
أشغلهم (الهلال) عن أنديتهم فنسوا ما يهم وأصابهم الهم!
سبعة عشر دورياً بنفسٍ طويل للهلال عاشقة خاضعة ساكنة في خزائنه..
(62) بطولةً متعددة الزمان والمكان والمناسبة والرجال والجماهير..
قسوة الهلال على (التاريخ) وتفرده بالمجد عبرةٌ لمزيّفي الحقائق..
وإن عدتم لضلالكم وزيفكم.. عاد (الزعيم) يلجمكم ويقزمكم أكثر..
رحم الله كل صانع فرحٍ أزرق بتأسيسه، بأقدامه، بإدارته، بقلمه، بقلبه من المدرج وبماله..
وما يزال لهذا (الهلال) كلمة لكنها تقال بالمنصة وليس عبر الورق والديوانيات..
** **
- خالد الباتلي