ليالي السبيعي
بين منطوق لم يُقصد وبين مقصود لم يُنطق تضيع الكثير من المحبة.. تتوه منا المبادئ والقيم.. بودي لو يعلم الكثير من البشر عظيم هذه الكلمات على الأرواح.. خصوصاً إذا كانوا يعنون لنا الكثير ونعتبرهم من أولويات حياتنا.
من أصعب مواقف الحياة أن نتعامل مع هذه الشخصيات بحب وأريحية أو على السجية، ونتفاجأ بردود الفعل القاسية والعنيفة..
عندما نُهدي شخصاً هدية ما، فإنك تقول له (لقد تذكرتك، إنني أهتم بك، إنني أحبك) هذا باختصار ما تقوله روحك من خلال هديتك..
يهتم بعض الناس بانتقاء الهدايا، وهو تقليد متعارف عليه منذ القدم.
لماذا لا تكون نوايانا كهدايانا..؟
نوايا حسنة وذكرا حسنا لمن نحمل لهم في قلوبنا الكثير من الحب والشيء الجميل.
نحن في زمن تخلينا فيه عن الكثير من المبادئ والقيم كما تخلينا عن الكثير من أنفسنا...!!
أنا شخصياً كثيراً ما أكون في حيرة من أمري من تعامل بعض البشر وأسلوبهم...
فقد انعدمت الكثير من صفاتهم التي يحملونها من الحب والصدق والإيثار.. والعلم والأثر..!!
أنا لا أدخل في نوايا الناس ومقاصدهم لأن هذا الأمر لا يعلمه إلا الله سبحانه ولكن الإنسان (كيّس فطن) كما يُقال في الأثر..
أنا لا أملك قراءة بعض الوجوه في بعض الأحيان، ولا أحب أن أفسر ردة الفعل بشكل سيئ.. ولكنني أؤمن جداً بأن لكل فعل ردة فعل.. أقف عاجزة عن معرفة دواخل بعض الناس المحيطين بي من خير أو شر..!
كثيراً ما كنت أحسن الظن وألتمس العذر.. لكن عندما أجد بعض التصرفات أو هتك النوايا أُصاب بالكثير من الخيبات والخذلان..
يروي ستيفن كوفي في كتابه (العادات السبع للناس الأكثر فاعلية). أنه ركب المترو مع رجل وأطفاله وكان الأطفال كثيري الحركة والصراخ والأب لم يحرك ساكناً حتى أنه لم يلتفت إليهم.. لم يحتمل ستيفن وكانت ردة فعله عنيفة ضد الرجل وطلب منه أن يضبط أطفاله.. انتبه الرجل فجأة وقال أعذرني فقط توفيت أمهم قبل قليل في المستشفى... ولم أنتبه لهم من هول الصدمة.
يقول ستيفن تمنيت لو أن الأرض ابتلعتني وتمنى لو أنه تريَّث قبل أن يحكم على الرجل والموقف..
كل منا يحمل في داخله قاضيا صغيرا.
يؤلمني جداً أن بعض المواقف تُفهم خطأ وتكون ردات فعلها عنيفة وظالمة ومشينة.
أين ذهبت الصفات النبيلة والنوايا الحسنة.
أين التماس العذر إن حصل الخطأ، أم أنها شعارات نتفوه بها قولاً لا فعلاً..
قد قال الفلاسفه بعد ألفي عام من النقاشات (إن جوهر الشيء لا ينتمي إلى الشيء ذاته فقد تكون الظروف المحيطة هي المؤثرة، لقد توصل الفلاسفة أن جوهر الشيء مرتبط بعالم الفكر والروح لا عالم المادة والزمن..
لذلك فإن حُسن النوايا وصدقها هو أفضل سمات الروح الراقية وأول خطوات الحضارة والرقي..
انو الخير واترك النوايا السيئة لرب النوايا لأنه كفيل بها وبأصحابها، أنصت وافهم، بادر وتحمل سامح تكن بخير..
السماء مصدر حكمة والأرض أرض الشقاء والحسد وسواد النوايا..
انظر للسماء كثيراً.. اقتبس الخير والحلم والبياض من رب السماء..
وانو الخير يُنو لك الخير...