صيغة الشمري
أتفهم أسباب تربية الناس للحيوانات الأليفة، مع وجود نسبة كبيرة من الناس الذين لا يجدون ضرورة لذلك، لكن في النهاية لا يعدو كون الأمر يخضع للقناعات، إذ ليس هناك أضرار تترتب على هذه الهواية، لكنني أجد صعوبة في فهم مبررات الناس الذين تنحصر هواياتهم في تربية الحيوانات المفترسة، فمهما حاول أصحاب هذه الهواية الغريبة إقناعنا بأنها هواية عادية مثلها مثل أي هواية لا يمكن أن نتفق معهم؛ كون هوايتهم تتنافى مع العقل، لأنه -ببساطة- حتى في «السيرك» تقع حوادث مميتة من قِبل هذه الحيوانات المفترسة مهما تم تدريبها والثقة بها، إذ سرعان ما تنقض فجأة لتفتك برجل السيرك الذي يتحوَّل فجأة إلى ضحية محاصرة لا حول له ولا قوة إن لم يتدخل أحد لحمايته بقتل الحيوان المفترس أو إبعاده عنه، وفي غالب تلك الهجمات الافتراسية تكون النتيجة موت لاعب السيرك أو إصابته إصابات مميتة، هذا يحدث في «السيرك» وهو مكان مجهز بجميع وسائل السلامة والاحترازات ضد مثل هذه الأمور، فما بالك في البيوت العادية التي يربي داخلها بعض المواطنين العديد من الحيوانات المفترسة مثل الأسود أو النمور أو الذئاب، وكم من مرة رأينا حيواناً مفترساً يتمشى في الشوارع داخل بعض الأحياء دون حسيب أو رقيب هارباً من صاحبه الذي لو ناقشته لما استطعت إقناعه بخطورة هوايته، بل يجدك مبالغاً في تهويل الأمور مع محاولة إقناعك بأن هوايته هواية سوية مثلها مثل أي هواية أخرى، وأنه يضع في بيته كافة الاحتياطات اللازمة في نفس الوقت الذي يسرح فيه ويمرح الأسد الذي يملكه في شوارع الحي هارباً من صاحب الهواية الغريبة العجيبة، تمنيت بعد العديد من حوادث الوفيات التي تتم على يد هذه الحيوانات المفترسة بأن يصدر قرار يمنع تربيتها في البيوت والمطالبة بتسليم جميع هذه الحيوانات المفترسة للجهات المختصة، ومنع بث هؤلاء الناس مقاطع لهم مع هذه الحيوانات في «السناب شات» أو غيره للحد من انتشار هذه الهواية والترويج لها، فمهما حاول هؤلاء إقناعنا بعدم خطورة هواياتهم فهم بلا شك يناقضون أنفسهم لأن الحيوان المفترس سيظل مفترساً ينتظر لحظة الانقضاض ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصبح أليفاً مهما حدث، كما أن هذه الهواية لا تدل على أن صاحبها شجاع، بل شخص يحتاج إلى مناصحة!