بادئ ذي بدء أبارك لنادي الفيصلي إدارة وأعضاء شرف ولاعبين وأجهزة فنية وإدارية وطبية وجماهير فوزه المستحق بكأس خادم الحرمين الشريفين، وقد أعطت المباراة النهائية للكأس والتي ظفر بها الفيصلي عن جدارة بعد فوزه على شقيقه التعاون بثلاثة أهداف مقابل هدفين دروساً مهمة سواء في التعامل مع مثل هذه المباريات المهمة جداً وما حققه الفيصلي من مكاسب كبيرة، أو ما تحقق من مكاسب عامة.. ومن أبرز هذه الدروس ما يلي:
1- تعامل الفيصلي بفكر إداري مميز وعمل فني مدروس لخوض المباراة النهائية فأراح مجموعة مهمة من أبرز لاعبيه وضحى بمباراة الشباب في الدوري والتي لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة له، وخاض المباراة النهائية بحيوية ولياقة عالية وعطاء فني مميز قاده مدرب ذكي ذو خبرة واسعة تسنده إدارة ذات فكر مستنير فتحقق للنادي ما أراد..
2- وعلى النقيض جاء فريق التعاون للمباراة منهكاً وبدا ذلك جلياً في الشوط الثاني من المباراة إذ خارت قوى مجموعة مؤثرة من لاعبيه بحكم الإرهاق والسبب أن التعاون كان يريد اصطياد عدة عصافير بحجر واحد؛ كان يريد المركز الثالث في الدوري - ولا بأس من تعطيل الهلال عن الفوز بالدوري - ويريد الكأس فأضاعها جميعاً وأضاع جائزة المباراة الكبرى، وأضاع التأهل لآسيا والسبب واضح لا يغيب عن ذي لبّ فلئن تركز على هدف واحد خير من تركيزك على أهداف عدة فتضيع كلها ! .. لذلك لعله درس استفاده التعاون من شقيقه الفيصلي.
3- من أهم المكاسب في هذه المباراة اتساع رقعة المنافسة بين أنديتنا فلم تعد مقولة الأربعة الكبار أو الخمسة موجودة، ومن دون شك أن اللاعبين الأجانب خاصة المميزين منهم والذين أحسنت إدارتا الناديين اختيارهم قد غيروا خارطة التنافس (مع أني مؤمن أن أربعة لاعبين أجانب من ذوي المستويات الفنية العالية أفضل من سبعة أجانب يُحمّلون الأندية أعباء مالية كبيرة ويكونون على حساب اللاعبين السعوديين بل وعلى حساب المنتخب الوطني وهو الأهم).
4- ومن المكاسب الإعلامية نقل القنوات التلفزيونية الخليجية الرياضية المباراة واتساع نطاق بثها لأكبر شريحة ممكنة من الجماهير الرياضية في دول الخليج والعالم العربي وهذا مكسب إعلامي كبير للكرة السعودية عامة وللناديين المتنافسين اللذين ليس لديهما من الشهرة ما للأندية الجماهيرية، إضافة إلى تخصيص استوديوهات تحليلية فنية تبرز الجهود التي تبذل لتطور كرة القدم السعودية.
5- ومن المكاسب بروز اللاعبين السعوديين في الناديين بعد أن كان بعضهم مسجلاً لدى أندية جماهيرية فلم تتح لهم الفرصة للبروز، ورأينا كيف ارتفع مستواهم وأصبحوا أساسيين بل ورجحوا كفة فرقهم في المنافسات المحلية، وهذه خطوة تحمد للاتحاد السعودي بتحديد سقف للاعبين المسجلين وتعطي فرصة للأندية لتبادل المصالح وفق اللوائح والأنظمة.
6- وأخيراً من المكاسب دخول نادِ سعودي جديد في المنافسة الآسيوية هو الفيصلي الذي نأمل أن تكون مشاركته إيجابية بإذن الله ويشرف مع أشقائه الأندية الأخرى الكرة السعودية. والله الموفق.
** **
- بقلم/ إعلامي مخضرم