إبراهيم الدهيش
-إذا ما سلمنا جدلاً بأن دوري هذا العام هو الأسهل بحسب ما يؤكده ويصنفه البعض ممن تسيِّرهم العاطفة والميول بعيدًا عن لغة الأرقام والإحصاءات بقصد التقليل من البطولة والبطل، فهذا أبداً لا يقلل من أحقية الهلال ببطولته، والتاريخ يدوِّن البطل ولا يؤرخ للمستوى!
-ويبقى ما هو أهم ألا وهو دراسة الظاهرة الهلالية في استمرارية زعامته وتسيّده لكل هذه البطولات بهذا الكم والكيف.
-لماذا أصبح حضوره قاعدة وغيابه استثناء؟!
-وكما قال (العقلاء) لماذا هو الثابت والآخرون متحركون؟!
وبرأيي الشخصي لا أستند في ذلك سوى على قراءة تاريخه منذ ولادته وحتى يوم تتويجه بالبطولة رقم (62)، أقول وباختصار شديد: إن من أسباب ديمومة بقائه زعيماً إن على المستوى المحلي أو الخارجي يكمن في ثقافة الفوز والتطلع إلى الريادة المتوارثة من جيل لآخر وفي بيئته الخالية من شوائب (اللف والدوران) فكرًا وممارسة وفق عمل مؤسساتي غاية في الاحترافية يعي ما عليه من واجبات وما للآخر من حقوق، يؤطر ذلك بمبدأ حسن النوايا دونما الانشغال بالآخر! وفي جماهيره التي هي أحد أسرار هذا الحضور الدائم واللافت واعتلاء المنصات كونها لا تراه إلا بطلاً، ولاؤها للكيان، تشيد بمن عمل وقدم للنادي، وتنتقد من عمل وقصَّر بعيدًا عن الشخصنة ودونما استثناء! وإدارات متعاقبة فيها من الإيثار ما يستحق الاحترام، لم يأت أحدهم ليبحث عن شهرة ولا بقصد (الترزز) بل أتى ليكمل مسيرة من سبقوه في المهمة وفق أجندة ومنهجية واضحة طويلة المدى دونما اختراع إلا فيما يتوافق والمرحلة ويحقق هدف إضافة المزيد من المكتسبات والمحافظة على استمرارية التوهج والسيادة.
-وفي هذا الموسم الذي لم يكن الدوري هو الأقوى لكنه الأصعب برأيي الشخصي بتقلباته ومتغيراته وإثارته التي كانت العنوان الأبرز فقد حافظ الهلال على لقبه بالرغم أنه لم يكن في أفضل حالاته، إذ لم يكن بكامل عافيته لاعتبارات عديدة غالبيتها خارج الإرادة، فقد تعرض للظروف نفسها التي تعرضت لها بقية فرق الدوري لكنه لم يشتك ولم تفقده تلك الظروف توازنه وتماسكه ولم توقف طموحه وبقي بعنفوانه وهيبته رغم صعوبتها، فأضاف لخزينته لقبًا جديدًا يمثل الرقم الـ (17) دوريًا، ومزيدًا من السنوات الضوئية التي تفصله عن أقرب منافسيه!
-وفي (مجمل القول) يظل الهلال كما هو لا ينافس إلا نفسه، إن فاز فهو أمر طبيعي وإن خسر فالكرة هي المتهم!!
-وفي النهاية أتساءل: إلى متى يظل الاتحاد السعودي لكرة القدم يمارس دور (المتفرج) على عبث ومزايدات البعض بتاريخ وأرقام بطولاته فيما يشبه (الحراج)؟!! رغم وعوده السابقة بوضع النقاط على الحروف، فالمسألة لا تحتاج أكثر من (شوية) جرأة لإحقاق الحق وتبيان الحقيقة التي لا يمكن لغربال (التعصب) أن يحجبها. فمتى؟! وسلامتكم.