سليمان الجعيلان
صادق في ولائه وصريح في انتمائه.. ومهيب في حضوره ورهيب في تشجيعه.. ومتميز في اعداده ومهيمن بأرقامه.. وحاسم في وقفاته وصارم في مواقفه.. وواضح في ملاحظاته وصائب في آرائه.. ودقيق في تقييمه وحاد في نقده.. وملهم في تحليلاته ونَهِم في طموحاته.. وراق في طرحه وقوي في دفاعه.. ومعتدل في أفراحه وشرس عند عثراته.. وفطن في تعامله ويرفض استغفاله.. وكريم في تعاونه وشديد عند استفزازه.. سعادته في تحقيق الانتصارات واعتلاء المنصات وليس في توقيع الصفقات!!.. هذه بعض صفات ومواصفات جمهور نادي الهلال الذي أصبح هو حجر الزاوية في أكثر وأكبر بطولات وإنجازات فريق الهلال المحلية والخارجية من خلال تقييمه وتقويمه للأخطاء الإدارية والفنية داخل ناديه ومساهمته ومساعدته في عودته فريقه لجادة الانتصارات والمنصات عند حصول وحدوث بعض الإخفاقات وهذه ثقافة هلالية تشربها وتشبع منها المشجع الهلالي كما تشرب وتشبع اللاعب الهلالي ضرورة تحقيق البطولات في الهلال وهذا ما يفسر ويبرر لماذا الهلال دائماً في المقدمة ومتربع على القمة؟!.. وهذه الثقافة الأصيلة والقاعدة الصلبة التي يستند عليها الهلال في تحقيق البطولات هي ليست وليدة اليوم، بل هي ثقافة هلالية قديمة ربما بعض جمهور الهلال قد عايشها وعاصرها لسنوات الماضية وأعني هنا تلك الغضبة الجماهيرية وتلك الوقفة الشرفية قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في الحضور لمقر نادي الهلال عندما يخسر الهلال في مباراة مصيرية أو يخرج الهلال من بطولة مهمة فتكتظ جنبات النادي تلك الليلة بالحضور الشرفي والجماهيري وتغص ممرات النادي بالاجتماعات الشرفية والحوارات الجماهيرية وتتحول المنطقة المحيطة بمكاتب الإدارة إلى مكان للنقاشات القوية بين جمهور الهلال ورئيس الهلال وتصبح مخارج غرفة اللاعبين مكاناً للانتقادات الحادة من جمهور الهلال للاعبي الهلال ولا يغادر جمهور الهلال أروقة النادي إلا بعد أن يقدم الرئيس واللاعبون الوعود والعهود بالتصحيح والتعويض في المباريات والبطولات القادمة وبالفعل ما هي إلا أيام معدودة وتنقشع الغمة ويعود الهلال من جديد إلى القمة بتحقيق الانتصارات وانتزاع البطولات وهو ما يحدث اليوم بالضبط من جمهور الهلال ولكن بطريقة جديدة ووسيلة حديثة في النقد والضغط من جمهور الهلال عبر وسائل التواصل الاجتماعي على إدارة ولاعبي الهلال ولذلك أزعم ان أحد أهم أسباب ودوافع تحقيق الهلال للدوري رقم (7) في تاريخه هو جمهور الهلال دون الدخول في التفاصيل التي ربما تزعل وتزعج البعض وأقصد بالضبط مدير الفريق بالهلال الكابتن سعود كريري الذي ظهر إعلامياً وأبدى امتعاضه واعتراضه على ملاحظات وانتقادات جماهير الهلال على الإدارة والفريق لتصحيح الأخطاء الإدارية ومعالجة المشكلات الفنية التي نتج عنها بفضل الله ثم بفضل جمهور الهلال تحقيق الهلال للبطولة رقم (62) في تاريخه.. وعلى كل حال حالة جمهور الهلال مع ناديه الهلال هي حالة استثنائية تستحق التأمل والدراسة ليس في المساهمة بتحقيق البطولات والإنجازات فحسب بل وفي المساعدة على جذب المزيد من الاستثمارات المالية والشركات الراعية لنادي الهلال بفضل قوة وشعبية وتأثير جمهور الهلال في الساحة الرياضية والحركة الاقتصادية حتى بات شعار الهلال في المفاوضات والبطولات (اللي ما يجي بالطيب.. يجي بجمهور الهلال)!!.