الذي يزيد من غور الجرح كـ(حشفاء وسوء كيلة) أن يتخذ بعضهم موقفاً لا يسرّ! ولكن عسى ملامي -لهم- بمنزلة ما يفيق الألم الجسد ليتماكنه قبل أن يستفحل في عموم الجسم..
كما.. وحسب الملمات والجراح أن تفيقنا من سبات غشانا أمام مواضيع لولا قراع العدو بابها لمررنا عليه دون اكتراث، وهنا كم من مواضيع هي في رفّ التماهل لا الإهمال.. مودعةً! وهذا بالمناسبة سبب يجعل المرء أحياناً لا يثقله الخطب ذاته، فحسبه أنه للعلياء سبباً و(سلّما)، فكما صنعت الدانمرك بالرسوم لتفيق الأمة فتتعرّف أكثر على الرسول -صلى الله عليه وسلّم- يومئذ، أي ما له على أمته قاطبةً من حقوق، كذا نجد ما يحدث اليوم لـ(غزّة) وهي تتعيّد على/ أصوات وازيز أسلحة ربما منها ما لم يُستخدم من قبل! ثم حسبك من محن كهذه من (منحها) التي تعرفك (تمييزاً) بين من يبكي معك ومن إن لم يعلل للعدو فهو إلى الحياد أقرب، وهل يا بني (ديني) بين الحق والباطل منطقة وسطى.. فضلاً عن حياد ربما وبلا مواربة استشرئبت من آسنة نوعية من القلوب المريضة! والتي للأسف اتخذت موقفاً مضاداً لما هو معتمد سير هذه البلاد عليه.. مما قطع على قول كل خطيب. أقصد حين أجرى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية اتصالًا هاتفيًا، بمعالي وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، ليؤكّد سموه -خلال الاتصال- «إدانة المملكة للممارسات غير الشرعية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية»، مع ضرورة الوقف الفوري لأعماله التصعيديّة التي تخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية. وإن كان من بعضهم من لم يتوقّف معللاً بأمور هي واهية، فيا قوم!! وإن أشفق ببعض تعذير ساقها الأستاذ خالد المالك (.. إن إنكار كل جميل تشهد به مواقف دولنا في دعمها للقضية الفلسطينية، بما لا يمكن أن يمر دون أن يترك أثراً في النفوس)، لكن مصبّ الحديث أنه ليس عن تنظيم، ولا فصيل.. بل ما هو أكبر، فكفاه ثقلاً أن مملكتنا الغالية تعتبره أكبر قضاياها، إذ ما إن اشتعلت شرارة هذا الأحداث إلا وسارع ولاة الأمر -رعاهم الله- ليقولوا بهذه الواقعة والحدث المدلهم أو بالأصح ليذكّروا بموقف عُرف -والحمد لله- عن بلادنا ما لا حاجة لتكراره، فتوضيح الواضح من اللجاجة إلا أن فلسطين والأقصى بالذات قضية بلادنا الأولى، حفظكم الله خادم الحرمين على ثباتكم، إزاء كافة جراح عالمنا الإسلامي، وهذه ولا غرو أحداها، فهذا القمين بكم يا (خادم الحرمين)، بل لا يزاود عليكم بهذا أحد، وهذه -للعلم - تاج فوق هامة كل مواطني بلادنا، فلا قول بعد هذه يعلو، كما ولا لقلم أن يسطّر خلاف هذا، مهما تداعى بالمسببات أو تبّث بتعليلات، حتى وإن حالفها الصواب من منحى، فقد غلبتها كلها «ثوابت» أرسها بالقلوب ديننا، وتدبّر {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَ وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (92) الأنبياء، وهاكم إشارة/ فعن عبد الله بن أبي إسحاق رفع ذلك أنه قرأه (أُمَّة وَاحِدَةٌ) بنية تكرير الكلام، كأنه أراد: «إن هذه أمتكم هذه أمة واحدة».
فلا تُفصم عُراها، ولا ينفصل توجّعها عما يغشى أحد أعضائها، لما حث إليه حديث.. متمم المراد مبلّغ الأمداد/ ما رواه مسلم -رحمه الله- قوله {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى}.