د.عبدالعزيز العمر
كما أن هناك عملة نقدية حقيقية وعملة نقدية مزيَّفة، وكما أن هناك قطعة آثارية حقيقية وقطعة آثارية مزيَّفة، فإن هناك في المقابل تعليماً حقيقياً وتعليماً مزيَّفاً. وإذا كانت العملة المزيَّفة لا تمكنك من الحصول على أي بضاعة، فإن التعليم المزيَّف في المقابل لا يمكنك من الحصول على مخرج تعليمي نوعي متميز.
نحن نعلم ماذا تعني العملة الحقيقية وماذا تعني العملة المزيَّفة، لكن ما المقصود بالتعليم الحقيقي وبالتعليم المزيَّف؟ ومتى يكون التعليم حقيقيًا ومتى يكون التعليم مزيَّفًا. يكون التعليم مزيفًا في الحالات التالية: يكون التعليم مزيَّفًا عندما ينفصل التعليم عن واقع وهموم واهتمامات وحياة الطلاب، وعندما يتحاشى وضع الطلاب أمام مشاكل حقيقية يواجهونها في حياتهم اليومية تتطلب ممارسة التحليل والتفكير العميق، ويكون التعليم مزيَّفًا عندما يفشل في تزويد الطلاب بمهارات التحليل والتفكير النقدي التي تجعله يحاكم منطقيًا أي محتوى معرفي يقدّم له، ويكون التعليم مزيَّفًا عندما يلتهم المصادر المالية المحدودة للبلد دون أن يحقق أي عائد تنموي من تلك المصادر، ويكون التعليم مزيَّفًا عندما تكون اهتمامه متمحوراً على حفظ المحتوى التعليمي دون إخضاعه للنقد ودون التأمل فيه وفحصه عقلياً، بل والتسليم المطلق والقبول بصحة ذلك المحتوى المعرفي.