«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
عندما يتعلق الأمر بكاريزما الحضور وذكاء الاختيار، فإن نجم هوليوود مورغان فريمان (83 عاماً)، صاحب الصوت المتفرد كراوٍ مُلهم يُضفي رونقاً خاصاً على كل ما يسهم فيه من أعمال.
اقتنص فريمان أول ترشيح لجائزتي أوسكار وغولدن غلوب، عن دوره في فيلم (Street Smart) عام 1987 ، الذي وصفه الناقد الأميركي روجر إيبرت بأنه «فيلم إثارة ذكي، يحتوي على كثير من المشاهد التي تحبس الأنفاس، أدى فيه فريمان دوراً أكثر إشراقاً، جعله يظهر فيه ساحراً أو مخيفاً، حسب الموقف»، وهو الأداء الذي دفع النقاد للتساؤل «هل مورغان فريمان سيصبح أعظم ممثل أميركي؟».
واصل فريمان الذي «يحب أن يكون انتقائياً، ويضيق بالقوالب الثابتة»، حسب قوله، تنويع أدواره في واحد من أعوامه الذهبية 1989 ، وبحلول التسعينات نرى فريمان في دور المحارب العظيم في «Robin Hood: Prince of Thieves».
ولد الممثل مورغان فريمان لأسرة متواضعة الحال في مدينة ممفيس بولاية تينيسي في الأول من يونيو من العام 1937 ، وانضم إلى سلاح الطيران الأمريكي بعد تخرجه من الثانوية، ومكث في الخدمة العسكرية خمس سنوات حيث عمل كأخصائي ردار قبل أن يتخصص في دراسة التمثيل بكلية لوس انجلوس.
بعد التخرج مارس العمل المسرحي لعدة سنوات إلى أن وصل إلى مسارح برودواي في نيويورك عام 1968 حيث شارك ببطولة المسرحية الغنائية الشهيرة «هيلو دولي» التي قدمت آنذاك بطاقم كامل من الممثلين السود وقامت بدور البطولة فيها الممثلة والمغنية الأمريكية السوداء الشهيرة بيرل بيلي، أما عن السينما فقد بدأ العمل بها مع حلول السبعينات، لكنه لم يحز على أدوار بارزة إلا مع حلول الثمانينات، والتي ساعدته على المشاركة في العديد من الأفلام الهامة مثل «Driving Miss Daisy, Glory, Unforgiven, Seven»، وترشح مورجان فريمان للأوسكار عدة مرات، لكنه نالها مرة واحدة عن دوره في «Million Dollar Baby».
وبالرغم من أن نجاح فريمان في مسيرته جاء متأخراً إلا أنه لا يمانع بهذا، وعلق على هذا الموضوع قائلاً: «يأتي النجاح في الوقت الذي يريده، لدي تاريخ مهني عمره 30 عاماً، وهذا ليس أمراً سيئاً، أفكر غالباً أني رجل محظوظ لأني لم أحقق نجاحاً باكراً في سبعينيات القرن الماضي، لربما كانت خفف شعلتي حتى الآن».
نجح فريمان في الفوز بالترشح الثالث للأوسكار، بصوت الراوي الهادئ في دور السجين إليس بويد ريدينغ في (The Shawshank Redemption) (1994).
وحيث الطاقة العاطفية الهائلة التي يضفيها فريمان على الأحداث عندما يكون هو الراوي، وفي محاولة لاستيعاب قيمة النجم الأسطوري الحائز جائزة أوسكار و63 جائزة أخرى، بالإضافة إلى 79 ترشيحاً، يكفي أن نراه في 3 جلسات للإفراج المشروط بعد 20 و30 و40 سنة حيث تبدأ برواية قصته المأساوية، وتنتهي بتحرر روحه ورفضه فكرة إعادة التأهيل، ليطلق المجلس سراحه.
وقبل أن يحقق حلمه بالفوز بالأوسكار، ظهر فريمان في ثوب خبير البحث والتطوير لوسيوس فوكس، مع المخرج كريستوفر نولان في 3 أيقونات، هي «Batman Begins» و «The Dark Knight» ثم «The Dark Knight Rises» عام 2012.