د.عبدالعزيز الجار الله
تصاعدت الأحداث سريعاً في الوطن العربي من بداية الربيع العربي 2010 ، والانقلاب على الشرعية في اليمن من قبل الحوثيين عام 2014م، وجائحة كورونا الصحية والاقتصادية عام 2019، والتدخل التركي في ليبيا عام 2020م، وحرب فلسطين وإسرائيل عام 2021، جميع هذه الأحداث شكلت ضاغطاً على الوطن العربي بسبب تصرفات إيران وإسرائيل وتركيا في الوطن العربي، ويضاف إليهما أزمات الكوارث الطبيعية وهجمات الفيروسات مثل كورونا، فقد أثرت على التنمية والاستثمار في الوطن العربي، كما أثر سلباً طموح هذه الدول التي تعمل على القلاقل في الوطن العربي إيران وإسرائيل وتركيا منفردة أو مجتمعة.
الوطن العربي الذي لم تهدأ أراضيه ولا شعوبه وتنعم بالاستقرار منذ نهاية الدولة العثمانية مع نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، لم تستقر أوطان العالم العربي لعمل التنمية والاستثمارات لشعوبها بدلاً من الحروب المتطاردة من إسرائيل عام 1948 وإيران 1979م، فالعالم العربي يخرج من حرب ويدخل في حرب أخرى، وهنا لابد أن تتنبه دول الخليج حتى لا تغرقها الأحداث والحروب، فالدول الكبرى متواجدة في بحارها وحول أراضيها، ففي سورية القريبة جداً من دول الجزيرة العربية والخليج تكاد تقسم سورية إلى قسمين أمريكا شرق الفرات، وروسيا غرب الفرات، ومن جانب آخر دول تخريبية تحيط بالوطن العربي هي: إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن، وكذلك تركيا في ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وهذا يجعل دول الخليج في حالة حذر ويقظة تامة، ولا تجر إلى مواجهات جديدة، بل تركز على العلاقات الودية مع جميع الشعوب والسياسات.
نحن في الخليج العربي وسط دوامات مائية وعواصف هائجة مثل مياه بحر العرب لا يهدأ ولا يستكين تعصف به أمواج المحيط الهندي وتؤثر عليه عواصف المحيط الأطلسي دائماً بالأحداث والصراعات، لذا من الصالح العام لدول الخليج بعد أحداث فلسطين الأخيرة أن تكون حذرة جداً، فالصراعات مرشحة أن تنتقل أحداثها من صراع عربي إسرائيلي، إلى صراع إقليمي بدخول إيران على خط الحروب العربية ليصبح صراعاً عسكرياً إقليمياً، وتنتقل الحروب الإقليمية إلى حروب دولية أطرافها أمريكا وروسيا وربما الصين.