رد الشعب السعودي بكامله حاضره وباديته على وصف أطلقه شربل وهبة وزير خارجية لبنان (أهل البدو)، قصد فيه الاستعلاء على الشعب السعودي والخليجي, فهب المجتمع السعودي دفاعاً عن تاريخه، وفخراً ببداوته العريقة التي صنعت الحضارات.
وانتشرت عدة وسوم على وسائل التواصل الاجتماعي مع آلاف التغريدات والمقالات وأبرزها (حنّا بدو) وأظهروا من خلالها تاريخ المملكة وتاريخ شعبها البدوي الذي امتاز على مر التاريخ بكرمه وشهامته، وعزة نفسه، وقوته، وعن صناعته للتاريخ والأمجاد والحضارة والتطور، وكيف استطاعت المملكة العربية السعودية أن تكون من أقوى اقتصادات العالم وأكثرها تطوراً تقنياً ومادياً وسياحياً، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان القائد الشاب صاحب رؤية 2030 التي قدمت الكثير للمملكة وللعالم، وأتاحت الفرص الكثيرة للشباب السعودي المبدع، وفتحت المجال من تمكينه والعلو بشأنه، لتكون المملكة وجهة العالم كله ومحط أنظار الجميع.
وللفنانين التشكيليين دورهم المميز دائماً في رسائلهم التي تنتشر دوماً بلغة الفن العالمية، والتي توثق المراحل على مر العصور.
والفنان التشكيلي القدير علي الرزيزا أحد رواد الحركة التشكيلية في المملكة ومن أوائل المبتعثين للتعليم كان خلال ابتعاثه لإيطاليا لدراسة الفن وهندسة الديكور، يفتخر بكونه بدوياً، حتى أسمته العائلة التي يسكن معها بـ(البدوي) ووثق الفنان التشكيلي علي الرزيزا تاريخ وحضارة نجد من خلال أعماله المميزة، وكان من بين أعماله لوحة تشكيلية في ثمانينيات القرن الماضي، أهديت لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية -آنذاك- جورج بوش الأب، وعلقت في البيت الأبيض.
وأما الفنان التشكيلي القدير صالح النقيدان الذي تعلم أيضاً في أوروبا الحاسب الآلي، فقد حافظ على الموروث الشعبي وتاريخ البداوة في أعماله التشكيلية، وتميز بتوثيق البيوت الطينية والصحاري والرمال وبيوت الشعر، لتكون مصدر فخر يوثقه للأجيال القادمة، والدكتورة هناء الشبلي مديرة إدارة التخطيط والفروع في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية وفنانة تشكيلية أكاديمية، والتي شاركت بأوائل المعارض التشكيلية المخصصة للفنانات التشكيليات في مدينة الرياض، حيث نشرت تحت وسم (حنا بدو) عملاً فنياً قديماً، تجسدت المرأة السعودية فيه مع بخورها التي وصفته دكتورة هناء بأنه دليل على الكرم والجود لضيوفهم افتخاراً بالمرأة السعودية الحضرية والبدوية التي تحرص على تقاليدها وعاداتها.
وفي لوحة انطباعية عبر الفنان التشكيلي عادل العبيدي (صاحب الأسلوب الانطباعي الذي امتاز به وتميزت أعماله بهوية صنعها بكل إبداع وخبرة) تجسدت فيها مدينة الرياض شامخةً، بما وصلت إليه من تقدم عمراني وتطور حضاري، جعلها إحدى أهم العواصم في العالم، وهي إحدى مدن البدو التاريخية.
وكانت لوحة الفنانة التشكيلية منال السيف لولي العهد وهو يشرب القهوة العربية التي تعد من عادات البدو التي ما زالت إلى يومنا هذا لتكون هذه اللوحة امتداداً للأصالة، ورسالة فخر بقائد صنع مجداً وحضارة، وارتقى بالمملكة لتكون من أهم دول العالم في شتى المجالات.
وفي لوحة الفنانة التشكيلية سمر الحريص تجسدت المرأة بملامحها البدوية الجذابة، وهي تتوشح بعلم المملكة العربية السعودية لتظهر جمالها وقوتها وعلو مكانتها في المجتمع السعودي ومن تمكينها وإعطائها دوراً فاعلاً في شتى المجالات.
واختار الفنان التشكيلي حسن الغامدي موضوعاً مميزاً في عمل أوضح فيه رجلاً بدوياً يقف بين أعمدة بيت شعبي قديم ومن أمامه حضارة مشروع نيوم العالمي الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي يهدف إلى بناء مدينة عالمية بمفهوم جديد بجعلها الأهم والأقوى تقنياً واقتصادياً في كل أنحاء العالم.
وفي جدارية ضخمة رسمها الفنان التشكيلي محمد الرشيدي توضح ما وصل له الشعب السعودي من فكر علمي وتطور وتكاتف دور الرجل والمرأة ومضيهم معاً لتحقيق أهداف رؤية (2030) والارتقاء بالمجتمع السعودي لأعلى المصاف العالمية.
وبلوحة بدوية تماماً عبرت الفنانة التشكيلية جيهان الهلالي عن المرأة السعودية وزيها القديم واللبس التراثي وبيدها دلة القهوة العربية وهي محاطة بكل تفاصيل التراث القديمة وجمال مفرداتها وفخرها بهذا التاريخ الذي صنع من خلاله أجيال الحضارة.
يعرف الفن التشكيلي بكونه لغة عالمية تصل مفرداتها لكل شعوب العالم دون أن تحتاج ترجمةً أو شرحاً وهي رسالة بين الشعوب والحضارات وتوثيق لمراحل الحياة المختلفة، وهذا ما وجدناه من التشكيليين السعوديين في كل محفل أو موقف أو مناسبة، وليحمل هذه الرسالة ويتوارثها من جيل إلى جيل.
** **
- عبدالله عبدالرحمن الخفاجي
تويتر :al_khafajii