د. حسن بن فهد الهويمل
لست أدري ما إذا كان أصحاب الدراسات العليا تناولوا بالدراسة إبداعات الشعراء، والسرديات السيرية بالدراسات المنهجية.
أنا متأكد من ثراء المادة، وغزارة المعاني، وجمال الصور، والتصور.
أعرف شعراء، وسرديين لهم وقفات تأمل، وتحسر على شبابهم الذي رحل تاركاً ذكريات سعادة، وشقاء، وحزن، وفرح.
أجمل شيء في الإبداع موضعة الذات، ورصد تجاربها، الحياة جامعة، مفتحة الأبواب، والنبهاء من طلابها من تدق ملاحظتهم، ويطول تأملهم، ويكثر استنتاجهم،
- السبعون تتغير معها الحياة بشكل ملفت للنظر، لأن جميع أجهزة الجسم تفقد الكثير من قدراتها، ومعها تقل الشهية، ويضطرب النوم، وتكثّر أضغاث الأحلام، ويبدأ رحيل الأصدقاء والمعارف، والأقرباء، ويقترب الإنسان من غربة الوجه، واليد، واللسان.
أعرف عدداً ممن تحدثوا عن السبعين، وتولهوا على الشباب، ولأنني تجاوزتها، وذقت حلوها، ومرها فإن لها وقعاً خاصاً في نفسي.
أعرف قصيدة القصيبي -رحمه الله-، وإبراهيم مفتاح:-
(وحبذا لا تردوني لعشريني)
على غرار:-
ألا ليت الشباب يعود يوماً...).
وأعرف من السرديات الشيء الكثير، ولعل من أفضلها السيرة الذاتية لـ(ميخائيل نعيمة) سبعون في ثلاثة أجزاء،
لأنها تنطوي على تجارب ثرية، وأسلوب سهل، ولغة نقية.
هناك عدد من الشعراء المشاهير كـ(سعد مصلوح)، و(عبدالعزيز خوجة)، وطبيب الفقراء (وجيه البارودي) -رحمه الله- كان علمانياً جلداً ثم آل إلى رشده وتدين، ومات بعد حجته الوحيدة.
والأستاذ (عبدالعزيز الرفاعي)، ولخوجة:-
(سبعون يا صحبي وجل مصابُ)
***
ويقول:-
تتراكم الأعوام فوق رؤوسنا
حتى تئن من الركام رقاب
***
أما غازي -رحمه الله- فعصماؤه (سيدتي السبعون) تشق عنان السماء:-
لا أنت أنت ولا أيامك الأول
***
كأنما هي وجه سله الأجل
تلك إلمامة عجلى لمجرد التسلية، والموعظة.