أدركت أنها تتألم، وملامحها الحنونة لا تجامل الوجع تعاندُ نغزاته ونغصاته بصمت..
هادئة تعصفُ بالألم في حضورنا وتنزاحُ في خلوةٍ تناجي الرحمن عن أنظارنا..
لم تتجاهل ضحكات أطفالنا، تلهو معهم وكأن الألم قد أفل..!
حاصرت نفسها في موعدٍ لطبيبٍ لعل الحكيم يبددُ شكوكها، عنونت الألم بغدةٍ لتنجينا من دمعةٍ تذرفُ في حضورها..
وفي لقاءٍ لحكيمٍ أسندت الأماني يديها ترددُ رحماك ربي وصوتها الباكي جاء وأنا على مقعدٍ يجاورني كُلٌ بهمهِ صامتٌ، حينها أيقنتُ أن الحنان موطنٌ في ضحكتها والألمُ يُحيطُ جنباتها..
وقفتُ وقد ترنح بي الخبرُ مسنداً بظهري على حائطٍ وخطواتها لا أخطؤها جاءت وكأنها كلماتٌ لم تُنقط، مرت وذكرُ الرحمنِ ترددهُ ...
ندمتُ اليوم وأنا أراها تخطو ذاك اليوم دون أن أقبّلها، لكن الدمع والحزن حال بيني وبين سلامي عليها..
لوّحت بيديها أخيتي كُن كما أنت لا تزيد هماً على همِ غاليتك...
أخفت كل شيء والخوف يراودها لا تريدُ أن تغير موقفاً للحظاتنا..
تظنُ أن الخبر سراً وهي تعلنُ أن لا ألمٌ يؤذيها، تقولُ وبصوتٍ هادئٍ دعيهم فهم أحوج للحظاتِ سعادتهم..
نحيطها والكلُ يخفي عبارتهِ وهي عن كل شيءٍ تسألُ، ترددُ نعمةً لا تحصرها وفوق كل شيء تحمدُ..
حتى جاء وعدٌ من موعدٍ لوعدٍ نجرُ به الخطا لـحرمٍ من مكانٍ لا أذكرُ منهُ شيئاً غير صورةٍ لعنوانِ بابهِ كُتبت
وعيناي تغرقُ في دمعها أطلتُ تأملها حتى قرأتُ وحدةً لعلاج الكيماوي وكأنهُ إعلانٌ في محطةٍ وأنا زائرُها..
وفي مسائه والوردُ يحيطُ جلستها، هل من شيء يؤلمكِ أمي..
لا ألمٌ والأجرُ من الله نرجوهُ معظّماً، وخريفُ شعرها بشالها أخفته.. !
** **
- سليمان بن عبدالله الظفيري