«الجزيرة» - الرياض:
أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن المنظمة تضع تعاونها مع الدول الإفريقية الأعضاء في صدارة اهتمامها، وأن عدداً مقدراً من قيادات الإيسيسكو وخبرائها منتمين إلى القارة، التي تتوفر على قدرات هائلة وإمكانات طبيعية مشهودة، جعلتها تستحق عن جدارة وصف «القارة البكر». جاء ذلك في كلمته خلال منتدى إفريقيا للتسامح وحوار الأديان، الذي عقده المركز المغربي للتسامح وحوار الأديان، بمناسبة اليوم العالمي لإفريقيا، عبر تقنية الاتصال المرئي أول أمس الثلاثاء (25 مايو 2021)، بمشاركة قادة دينيين وممثلين عن المنظمات والهيئات، وعدد من الخبراء والمتخصصين في الحوار. وقال الدكتور المالك إن الاحتفاء باليوم العالمي لإفريقيا يجسد قيمة رفيعة تتجدد كل عام في الوعي الإنساني، وإن هذه القارة استطاعت النجاة من مغبة الإهلاك البيئي، والإفساد المناخي، وهدر الموارد، حيث تشير الإحصاءات الدولية إلى أن إفريقيا تتمتع بأكبر مساحة عالمية للزراعة، وتنوّع مناخي غني، يجعلها سلة غذاء العالم، إضافة إلى أنها تعد القارة الثانية من حيث الموارد الطبيعية، وتسهم صناعة السياحية فيها بنحو 8 % من إجمالي الناتج المحلي للقارة.
وأضاف أن الاحتزاب القبلي والصراعات الإثنية والمذهبية كانت من بين الأسباب التي أفضت إلى زعزعة استقرار إفريقيا والحد من انطلاقتها ما بعد الاستقلال، وظلت تنهش الجسد الحي لمجتمعاتها، التي تتمتع بثراء ثقافي وحضاري مجيد، وأنه لا أحد يمكن أن يغفل عن النهج الجاد الذي التزم به أبناء إفريقيا في محاربة الفساد، والحوكمة الراشدة، اللذين أفضيا إلى تقدم ملموس في المسارات التنموية.
واستعرض المدير العام للإيسيسكو في ختام كلمته جهود المنظمة خلال جائحة كوفيد 19 لدعم ومساعدة المجتمعات الإفريقية للتصدي للجائحة وآثارها، من خلال توفير المطهرات وتصنيعها ذاتياً، وتعزيز المنظومة التعليمية، والتعاون مع مبادرات مجتمعية دولية كمؤسسة الوليد للإنسانية، التي وفرت دعماً مالياً عبر الإيسيسكو بلغ مليوني دولار، ومبادرة المجتمعات التي نريد، وأشار إلى أن البرامج التي تعتزم الإيسيسكو إطلاقها بالتعاون من الدول الإفريقية الأعضاء، ستشهد المزيد المثمر لفائدة القارة.